أصدقاء إسرائيل ومجزرة رفح

فى اعتراف نادر من نيتانياهو بواحدة من الجرائم الرهيبة لجيشه، أعلن، رسمياً أمام الكنيست، أنهم اقترفوا (خطأ كارثياً)، فى تعليقه على جريمة الحرب فى رفح الأحد الماضى عندما قصفت طائراتهم مخيماً للنازحين الفلسطينيين المدنيين العزل فى منطقة تل السلطان برفح، وقتلت 45 وأصابت 249، أكثرهم من الأطفال والنساء. يزيد من بشاعة الجريمة أن إسرائيل زعمت سابقاً أن المنطقة التى قصفتها آمنة، كما أنها لم تُحذِّر سكانَها قبل القصف، ولم تطلب منهم إخلاءها.
وقد سارع كثير من الصحف والتليفزيونات العالمية بوصف الواقعة بأنها (مجزرة بشعة). وتوالت إدانات من أقرب مؤيدى إسرائيل ومن الأمم المتحدة، فقد أعرب الممثل السامى للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، عن شعوره بالرعب إزاء المجزرة. وقال: (أدين مجزرة رفح بأشدّ العبارات، ويجب أن تتوقف هذه الهجمات فوراً، لأنه لم يعد فى غزة مكان آمن). وفى كندا، أعلنت وزيرة الخارجية، ميلانى جولى، أن بلادها تشعر بالفزع بعد الهجمات الإسرائيلية على رفح، وأضافت أنه لا بد أن ينتهى هذا المستوى من المعاناة الإنسانية، ودعت إلى وقف فورى لإطلاق النار. ومن ناحيته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش: (ندين تصرفات إسرائيل التى قتلت العشرات من المدنيين الأبرياء الذين كانوا يبحثون فقط عن مأوى من هذا الصراع المميت)، وطالب بأن يتوقف هذا الرعب.
أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد انفرَدَت بتصريحات خاصة، مَزَجَت فيها أكثر الألفاظ تلطفاً فى وصف الجريمة، بطرح مبررات مُخَفِّفة لفظاعتها! قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى، إن الصور عن آثار الغارة الإسرائيلية (مُفجِعة)، وحرص على إثبات حق إسرائيل فى ملاحقة حماس. وقال إن الغارة قتلت اثنين من كبار قادة حماس المسئولين عن الهجمات ضد الإسرائيليين، ثم اختتم بأنه على إسرائيل اتخاذ الاحتياطيات الممكنة لحماية المدنيين. وفى نفس السياق، أضاف مسئول أمريكى آخر لشبكة إيه بى سى، أنهم تلقوا معلومات من الإسرائيليين بأنهم يعتقدون أن شظية جراء ضربة الطيران الإسرائيلى ربما أشعلت النار فى خزان وقود على بعد 100 متر، فحاصرت النيران إحدى الخيام، فاندلع حريق هائل خَلَفَ عشرات القتلى والمصابين.
*نقلا عن الأهرام