الإثنين 28 أبريل 2025 12:22 صـ 29 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

من هو ابن علوان؟

الإثنين 27 يناير 2025 02:49 مـ 28 رجب 1446 هـ

كان أحمد بن علوان عالما زاهدا وشاعرا وله آراء فلسفية، ولد وعاش في زمن الدولة الرسولية التي شكلت فترة استثنائية في تاريخ اليمن بما حملته من إشراقات حضارية رائعة.
كتب عنه الراحل عبد الرحمن طيب بعكر الحضرمي في كتابه " أشذاء من الأدب اليمني"، وأورد نماذج من شعره الرقيق.

تربى ابن علوان في كنف والده الذي كان من علية القوم حينها، ومن المقربين من الدولة، وتلقى علومه على كبار رجالات عصره ونبت نباتاً حسناً، وكان قارئاً كاتباً فاضلاً، تعلم الكتابة والنحو اللغة والتصوف والقراءات والتفسير والفقه والحديث، ودرس الفلسفة والمنطق والأدب والتاريخ، وكتاباته تدل على ذلك. وكانت بيئته الاجتماعية والثقافية مزدهرة بأنواع الفنون والمعارف والعلوم والآداب.
لكن العوام لا يعرفون من ابن علوان الا ذلك الصوفي صاحب الكرامات والخوارق التي تصل إلى حد الأساطير.!

في قريتنا مثلا وفي منتصف شهر شعبان كل عام كان الناس قبل عقودا من الزمان وهم يسوقون المواشي والهدايا، وكان القائم على الضريح هو من يحصد ثمار هذا الجهل والشرك، ويعيش من ريعه طيلة العام.
وقد كتبت العديد من القصص القصيرة عن هذه الظاهرة.

ومن غريب الموافقات أن الشيخ في قريتنا قبل عقود لم يحشد الناس إلى ضريح " شجاع الدين" لانشغاله بقضية هامة، في ذلك اليوم سقط أحد أولاده الصغار من إحدى النوافذ وتوفي فقال العوام:
_ هذا لأن الشيخ ترك زيارة ضريح شجاع الدين.!

أتذكرهم وأنا طقل صغير حين كانوا يتقاطرون إلى ضريح أحد الأولياء في قمة جبل شاهق وهم ينشدون:
وابن علوان إذا ظهر
أوقف الشمس والقمر
والكثير من هذا النظم المتضمن شركيات واضحة ابن علوان بريء منها، كان هذا الشعر ينتشر لدى العوام مصحوبا بهالة أسطورية للصوفي ابن علوان في ظل جهل مطبق، حيث تحول ابن علوان من شاعر وفيلسوف إلى صوفي يتبرك الناس بضريحه.!
صوفي صاحب كرامات وخوارق أختلف فيه الناس لكن إشعاع الوعي جعل الحفاوة به تتضاءل إلى حد كبير.

مؤخرا هناك من يريد حشد الناس إلى ضريحه في يفرس بتعز وأضرحة آخرين لأهداف عديدة تحت لافتة تعظيم الأولياء وتكريم الصالحين.
وخلاصة الأمر برأيي كما يقول المثل: " البقبقة للولي والفائدة للقيوم".