• الرئيسية
• منوعات

بعد عقود من الإلهام، قررت المستكشفة البريطانية أليس موريسون تحقيق حلمها بعبور المملكة العربية السعودية سيرًا على الأقدام، في رحلة تمتد لمسافة 1500 ميل من الحدود الشمالية إلى الحدود الجنوبية. استوحت موريسون مغامرتها من كتاب "الرمال العربية" للمستكشف البريطاني ويلفريد ثيسيجر، الذي وثق تجاربه مع البدو في صحراء الربع الخالي. اليوم، تسير موريسون على خطاه، لكنها تعتمد على وسائل حديثة، مثل الخرائط الرقمية والدعم اللوجستي من فرق سعودية متخصصة.

مغامرة في قلب الصحراء السعودية

انطلقت الرحلة من حالة عمار، على الحدود الأردنية، مرورًا بالمدينة المنورة، حيث قطعت موريسون المرحلة الأولى من رحلتها، التي بلغت 578 ميلاً. مع انتهاء الصيف، تخطط للانطلاق مجددًا في أكتوبر لإكمال 932 ميلاً إلى الحدود اليمنية. رغم صعوبة التضاريس، كان الترحيب السعودي دافئًا، حيث استضافها السكان المحليون وأصروا على مشاركتها الطعام، في تعبير عن الكرم العربي الأصيل.

مفاجآت الطبيعة: من الصحارى القاحلة إلى الوديان الخضراء

على طول رحلتها، واجهت موريسون تضاريس متباينة، من الحقول البركانية السوداء في "حرات"، حيث تتناثر الصخور الحادة، إلى وادي الديسة الخصب، الذي وصفته بـ"الجنة المفقودة". هناك، التقت بأول مجموعة من حارسات الغابات في السعودية، اللواتي يعملن على حماية البيئة وتثقيف الزوار حول أهمية الحفاظ على الطبيعة.

اكتشافات تاريخية في العلا

في واحة العلا، استكشفت موريسون واحدة من أقدم المناطق الأثرية في شبه الجزيرة العربية. بمساعدة علماء الآثار، تعرفت على حضارة الدادانيين التي ازدهرت قبل أكثر من 2000 عام. رأت النقوش الحجرية والقطع الأثرية المنتشرة في كل مكان، في دليل حي على تاريخ غني ما زال قيد الاكتشاف. كما زارت محمية شرعان الطبيعية، حيث تم إعادة إدخال المها العربي، الذي كاد أن ينقرض.

محطة أخيرة قبل استئناف الرحلة جنوبًا

وصلت موريسون إلى المدينة المنورة بعد مسيرة شاقة، حيث شاهدت المسجد النبوي وعايشت اللحظات الروحانية التي يعيشها الزوار. الآن، تستعد لمتابعة الجزء الثاني من المغامرة، حيث ستواجه جبال الجنوب الضبابية، وتسافر عبر المناطق الجبلية التي يزين سكانها شعرهم بالزهور. رغم التحديات، تؤكد أن أكثر ما بقي معها هو الكرم السعودي، الذي جعل رحلتها أكثر من مجرد مغامرة، بل تجربة إنسانية عميقة.