”سير” السعودية ترسم ملامح مستقبل السيارات الكهربائية بـ8 مليارات دولار

تخطو السعودية خطوات عملاقة نحو مستقبل السيارات الكهربائية، حيث كشف جيمس ديلوكا، الرئيس التنفيذي لشركة "سير"، عن تحقيق الشركة لأثر اقتصادي مباشر يُقدَّر بنحو 8 مليارات دولار على الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2034. وتُعد "سير" أول علامة تجارية سعودية خالصة متخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، مما يعزز رؤية المملكة نحو اقتصاد مستدام قائم على التكنولوجيا والتصنيع المتطور.
إطلاق أولى السيارات وتوسيع الإنتاج
أكد ديلوكا أن الشركة تستعد للكشف عن أولى سياراتها الكهربائية بنهاية العام الجاري، مع بدء تلقي الطلبات إما في أواخر 2025 أو مطلع 2026. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج الفعلي لأول طرازين في الربع الرابع من 2026، ليتم طرحهما في الأسواق بالتزامن. كما أشار إلى أن الشركة تضع خططًا لإطلاق نماذج جديدة على مدار السنوات القادمة لتعزيز حضورها في السوق.
شراكات استراتيجية لتعزيز التصنيع المحلي
تعمل "سير" على بناء منظومة صناعية متكاملة من خلال شراكات استراتيجية مع شركات سعودية وعالمية، مثل سابك ومعادن، للاستفادة من الموارد المعدنية المحلية في التصنيع. كما وقّعت الشركة اتفاقيات مع عمالقة التكنولوجيا مثل بي إم دبليو (BMW) وفوكسكون (Foxconn) وسيمنز (Siemens)، إلى جانب تعاونها مع مزودي معدات عالميين مثل شولر (Schuler) وديور (Dürr)، لإنشاء مصنع متطور يعكس طموحات المملكة في أن تصبح مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات الكهربائية.
مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.. مركز رئيسي لسلاسل التوريد
تعد مدينة الملك عبدالله الاقتصادية القلب النابض لسلاسل التوريد الخاصة بـ"سير"، حيث تحتضن خمسة موردين رئيسيين، من بينهم شركات عالمية مثل لير (Lear) وفورفيا (Forvia) وجي في آي إس (JVIS) وبينتيلر (Benteler)، فيما تستعد شركات أخرى للانضمام لدعم الإنتاج.
التوظيف وتوطين الكفاءات السعودية
ضمن استراتيجيتها لدعم توطين الوظائف، توظف "سير" حاليًا 1300 موظف، يشكّل المواطنون السعوديون 35% منهم، مع خطط لزيادة هذه النسبة تدريجيًا. وتُنفِّذ الشركة برامج تدريبية متخصصة، بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للسيارات (نفا)، حيث يتلقى 100 طالب حاليًا تدريبًا مكثفًا ليصبحوا فنيين في مصنع "سير". كما أطلقت برنامج "سير واعد"، الذي يوفر فرص تدريب أكاديمي في جامعة كيتيرينغ بميشيغان، يتبعه تدريب عملي لدى موردين عالميين، قبل العودة للعمل في الشركة.
تأمين المواد الخام ومواجهة التحديات
لمواجهة التحديات التي تواجه صناعة السيارات الكهربائية، عقدت "سير" شراكة مع مزود عالمي لخلايا البطاريات لضمان تأمين المواد الخام اللازمة لعمليات الإنتاج. كما تستفيد الشركة من دعم صندوق الاستثمارات العامة، الذي أطلق شركة "إيفيك" (EVIQ) المتخصصة في تطوير البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، حيث يتم حاليًا تجهيز محطات شحن في الرياض وجدة والدمام لضمان تكامل المنظومة.
رؤية مستقبلية لصناعة السيارات في المملكة
تمضي "سير" بخطى ثابتة نحو هدفها في جعل المملكة مركزًا لصناعة السيارات الكهربائية، مع خطط لإطلاق طرازات جديدة بشكل دوري، مما يعزز مكانتها في الأسواق الإقليمية والعالمية. ومن المتوقع أن تُسهم هذه الجهود في خلق 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب جذب 150 مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما يعزز تحول المملكة إلى محور رئيسي في قطاع السيارات المستدامة.