مشهد مؤلم وصادم يبكي 40 مليون يمني ويحرق قلوبهم

شهر رمضان المبارك على الأبواب، وأعتقد إن الشعب اليمني العظيم، هو الشعب العربي الوحيد الذي لن يعاني من عملية الصوم، لأنه يمارس هذا العمل ويصوم عن الأكل والشرب منذ عشر سنوات، وهو يفعل ذلك دون تناول وجبة السحور، وحين يؤذن المغرب لا توجد اية مائدة للإفطار، فلك الله أيها اليماني العظيم والصابر وسيأتي الفرج قريبا، فهناك رب كريم رحيم بعباده ولا بد لهذه الكارثة الإنسانية أن تتوقف.
مشهد مؤلم تقشعر له الأبدان، ويجعل أشد القلوب قسوة يذرف الدموع لهول ذلك المنظر المفجع، مجموعة من الأطفال في عمر الزهور يتصارعون ويتضاربون ليس من أجل الحصول على غنيمة تجعلهم من الأثرياء، وليس لأنهم حصلوا على كنز مدفون وكل واحد يريد ان يأخذ الغنيمة الأكبر، لا ليس الأمر كذلك ، إنهم يفعلون ذلك أمام براميل القمامة للبحث عن بقايا طعام يسدون به جوعهم.
لم تؤثر على أولئك المساكين الصغار الرائحة الكريهة المنبعثة من براميل القمامة ولم يفكر الأب أو الأم أن يمنع أطفاله من عمل ذلك خوفا عليهم من الأمراض التي قد تصيبهم جراء الأطعمة القذرة الموجودة في براميل القمامة، لقد تركوهم يفعلون ذلك لأن الجوع كافر لا يرحم، نعم لقد أزكم الجوع أنوفهم، فلم يعودوا يشمون الرائحة الكريهة المنبعثة من البراميل القذرة والمتسخة، بل هو بالنسبة لهم كنز لا يقدر بثمن، فسوف يوقف لهيب الجوع ويوقف صرخات المعاناة من شدة الحرمان وانعدام حتى كسرة الخبز اليابسة.
ورب سائل يسأل اين وقع هذا، فأقول ان المشهد حدث في مدينة تعز الحالمة، ولكنه ليس محصورا على هذه المحافظة البطلة، بل هو منتشر في كل المحافظات اليمنية ويكفي أن نعلم إن هناك أسواق كبيرة يتم فيها المتاجرة ببقايا طعام المطاعم، وبيعه للناس بأسعار معقولة، لكن حتى مع تلك الأسعار المنخفضة، فإن الغالبية الساحقة تعجز عن شراء تلك الأطعمة التي هي بواقي طعام وليس طعام حقيقي، فمن أين لهم المال والرواتب منعدمة؟
واتسأل كيف يمكن للمسؤولين ان يعيشون الحياة الرغيدة ويتناولون هم وأطفالهم ألذ وأغلى الأطعمة في العالم، كيف لهم أن تأتيهم الشهية وهم يشاهدون تلك المناظر، وقناعتي الشخصية إن أولئك المسؤولين ماتت ضمائرهم، ولذلك هم لا يعلمون ما يحدث لليمنيين، لأنهم في قصور فخمة وفنادق فارهة يستمتعون ويأكلون ويشربون فلو كان لهم ذرة ضمير لأصبحوا عاجزين عن الأكل والشرب وحتى النوم سيطير من عيونهم من هول تلك المناظر المؤلمة التي أبكت 40 مليون يمني وأحرقت قلوبهم، فالله المستعان وعليه الثكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.