أسبوع العمل بأربعة أيام هل يصبح القاعدة الجديدة.. إليك التفاصيل

تخيل أن تعمل أربعة أيام فقط في الأسبوع دون تخفيض راتبك! يبدو الأمر وكأنه حلم، لكنه أصبح واقعًا في عدة دول وشركات حول العالم. الفكرة بدأت كتجربة لزيادة الإنتاجية وتحسين الصحة النفسية للموظفين، لكن النتائج كانت مذهلة لدرجة دفعت البعض إلى التساؤل: هل يمكن أن يصبح أسبوع العمل المكون من أربعة أيام هو المعيار العالمي الجديد؟
الإنتاجية ترتفع رغم تقليل ساعات العمل
أظهرت دراسات وتجارب حديثة، مثل تلك التي أجرتها شركات في المملكة المتحدة ونيوزيلندا، أن تقليل أيام العمل لم يؤثر سلبًا على الإنتاجية، بل على العكس، زادت كفاءة الموظفين. فقد وجد الباحثون أن الموظفين ينجزون نفس كمية العمل أو أكثر، لكن في وقت أقل، حيث يصبحون أكثر تركيزًا ويقللون من فترات التشتت. كما أن ضغط العمل يقل، مما يعزز الإبداع ويساعد في تحقيق نتائج أفضل.
تحسن الصحة النفسية والتوازن بين الحياة والعمل
العمل لمدة أربعة أيام يمنح الموظفين يومًا إضافيًا للراحة، مما يساعد في تقليل مستويات الإجهاد وتحسين الصحة النفسية. وفقًا لتجربة أجرتها شركات في إيسلندا، فإن 86% من الموظفين الذين شاركوا في التجربة شعروا بتحسن كبير في التوازن بين العمل والحياة الشخصية، مما انعكس إيجابيًا على أدائهم المهني. كما أن تقليل أيام العمل يقلل من الإرهاق المهني ويقلل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
قصة نجاح: كيف تغيرت حياة صاحبها
كانت هناك مهندسة في إحدى الشركات التكنولوجية بألمانيا، كانت تعاني من الإرهاق المستمر نتيجة ضغط العمل لساعات طويلة. عندما قررت شركتها تجربة نظام العمل لأربعة أيام، كانت مترددة في البداية، لكنها سرعان ما لاحظت التغيير. أصبحت أكثر تركيزًا خلال ساعات العمل، وأتيحت لها فرصة قضاء وقت أطول مع عائلتها وممارسة هواياتها. بعد ستة أشهر، أكدت سارة أن إنتاجيتها زادت، ولم تعد تشعر بالإرهاق كما في السابق، مما جعلها أكثر سعادة ورضا عن وظيفتها.
هل يتحول إلى معيار عالمي؟
رغم النجاح الذي حققته هذه التجربة في بعض الدول، لا يزال هناك جدل حول إمكانية تطبيقها عالميًا. بعض القطاعات، مثل الصحة والتجزئة، قد تواجه صعوبة في تقليل أيام العمل دون التأثير على الخدمات. ومع ذلك، فإن تزايد عدد الشركات التي تتبنى هذا النموذج يشير إلى أن مستقبل العمل قد يشهد تحولًا جذريًا نحو نماذج أكثر مرونة وتوازنًا.