جامعة صنعاء....ذهب عبّاس.... وجاء دبّاس!

بالأمس( 16/4/2025) أصدر الحوثيون قرارا بإقالة الدكتور القاسم عباس شرف الدين، رئيس جامعة صنعاء المعيّن من قبلهم، منذ 2019م،أي لنحو ست سنوات، واستبداله بآخر يدعى الدكتور محمد البخيتي، من كلية الهندسة!
ومع أن ليس في الخبر ما يدفع للاستبشار، ولا مايبعث على الأسى، فالذاهب والقادم،مجرد أدوات طيّعة لخدمة المشروع الكهنوتي السلالي الحوثي، وإن تغيّرت العناوين، غير أن الأمر لم يخل من المفارقة، فعلى حين أبدى بعض الأكاديميين -وواضح أن أكثرهم من الدائرة الحوثية الضيّقة- أسفهم على ذهاب القاسم؛ أبدى آخرون استبشارهم بقدوم شخصية من خارج "السلالة العنصرية"، كما لو كان الرئيس الجديد للجامعة قادما إليها، بناء على تنافس حرّ، واختيار تمّ وفق المعايير الموضوعية، والتقاليد العلمية والإدارية المرعيّة، والتأهيل من كل وجوهه، مع أن الأمر لايخرج عن تغيير في وجوه الأدوات، واختبار فاحص سابق،في مواقع أخرى للقادم الجديد، ليس أكثر.
ثمة كلمة أقولها هنا فقط لبعض الذين أبدوا مايشبه الحزن على إقالة القاسم شرف الدين، تحت دعاوى أنه طوّر الجامعة ، وأسهم في منح الأساتذة حقوقهم، وحقق لعدد من كليات الجامعة ومراكزها الحصول على الشهادة "الذهبية" للاعتماد الأكاديمي!!!
أقولها للتاريخ الأكاديمي للجامعات اليمنية ولجامعة صنعاء خاصة، بناء على متابعة دقيقة للمسار الأكاديمي، في حقبة الحوثيين بوجه أخص، ودراسة موثقة للمسار من مختلف الوجوه، فقط أسأل الله أن لايطول انتظار خروج الدراسة منشورة:
في تقديري لم يُمتهن أساتذة جامعة صنعاء في تاريخهم كما امتهنهم الدكتور القاسم عباس شرف الدين هذا، فعلاوة على أن الأساتذة والإداريين كغيرهم محرومون لسنوات طويلة(منذ سبتمبر/أيلول2016م) من مرتباتهم وكل حقوقهم المشروعة، ظل د.القاسم يمنّ على الأساتذة بمنحهم مايسمى بأجور الساعات "الوهمية"، تلك التي لاتساوي شيئا اليوم، مع كون الحوثيين أو المتحوثين القائمين على مفاصل الجامعة وكلياتها يختارون الكم الكبير من المواد والساعات، لمن يشاءون، من المرضي عنهم، والسائر في ركاب مسيرتهم، على حين يحرمون من ليس معهم، إلا من الفُتات، الذي كأنما يسقط الواجب ويرفع العتب، مع بجاحة عجيبة، ودعاوى كاذبة عريضة، أسوأها أنهم رفعوا من قيمة الكادر الجامعي، وحققوا الحلول البديلة بجدارة، وأوفوا بمتطلبات الاعتماد الأكاديمي، وحازوا على شهادته الذهبية( لايذهب بالكم بعيدا، فلقد حازوا عليها فعليا، ولكن من أولاد عمهم، أو عكفتهم ذوي الجاهزية العالية بالسمع والطاعة، فيما يسمى بمجلس الاعتماد الأكاديمي بصنعاء)!
وخلصتُ في الدراسة المشار اليها، إلى أن د.القاسم أحد أبرز الوجوه الأشد قتامة في تاريخ إدارة جامعة صنعاء، إن لم يكن الأسوأ بإطلاق، في الحقبة الحوثية الكالحة.
عودوا فقط إلى مؤشر رسوم الدراسات العليا وأجور الإشراف والمناقشة في عهده "الميمون"، وهي التي نشرتها نيابة الدراسات العليا مؤخر، بإشراف د.القاسم مباشرة؛ ستجدونها غدت بالملايين، وكلها على حساب الطالب" المقتول"، ومن جيبه وأسرته البئيسة، أما في كلية طب الأسنان، التي ظل د.القاسم عميدا لها منذ سنة 2012-2018م، وفي التخصص الدقيق للقاسم فتجد الفضائح المجلجلة، إذ إن أعلى رسوم بإطلاق في كليته، وفي تخصصه الدقيق، على مستوى كل كليات الجامعة (الرسوم في الماجستير 1,500,000ريال، نعم مليون وخمسمائة ألف ريال يمني قديم) أما في الدكتوراة فيبدو أنه أرشى كل تخصصات طب الأسنان، خاصة أولئك الذين احتجوا عليه في رسوم الماجستير الخاصة بتخصصه الدقيق، فرفعها لهم جميعا إلى ( 4,020,000ريال، نعم أربعة ملايين وعشرون ألف ريال يمني قديم)، أي لكل تخصصات طب الأسنان ولكن لهم وحدهم فقط،!
مرة أخرى:
كل ذلك من جيب الطالب المذبوح ، ومن نفقة أسرته البئيسة، وليس على خزينة الجامعة في عهد الحوثيين؛ سوى الجباية وحدها، وتقاسم الغنائم بين سادتها وأسيادهم، من ظهور شعب " الإيمان والحكمة"!
عن ماذا يدافع البعض؟ وبِمَ يبشر غيرهم إذن؟!