تعرف على طريقة تحضير المغش النجراني.. الأكلة السعودية النادرة ذات المذاق الفريد

في عمق الجنوب السعودي، وتحديدًا في منطقة نجران، توجد أكلة تقليدية لا يعرفها كثيرون ولكن من تذوقها لا ينساها أبدًا. إنها أكلة "المغش"، التي لا تُطهى في قدر عادي ولا تُقدم في المطاعم اليومية، بل تحتاج إلى طقس خاص وأدوات نادرة. المغش ليس مجرد طبق، بل تجربة تراثية تبدأ من القدر الحجري وتنتهي بمذاق يُشعل الذاكرة ويغري الحواس.
ما هو المغش؟ طبق من الماضي يعود بقوة
المغش هو طبق شعبي نجراني يُطهى داخل إناء حجري يُعرف بنفس الاسم. يتميز هذا القدر بقدرته على توزيع الحرارة ببطء، مما يساعد اللحم والخضروات على النضج الكامل واكتساب نكهة عميقة لا تُشبه أي وصفة أخرى. يُستخدم في تحضيره لحم الخروف أو الجدي، مع تشكيلة من الخضار والبهارات، ويُطهى لساعات في فرن حجري أو على نار هادئة.
سر ندرة المغش رغم طعمه الخرافي
رغم مذاقه الذي يأسرك من أول لقمة، إلا أن المغش لا يُعد بسهولة. يتطلب طهيه وجود "المغش" الحجري الذي يصعب العثور عليه خارج نجران، كما يحتاج إلى طريقة إعداد تقليدية تتطلب الصبر والدقة. هذه العوامل جعلت الأكلة نادرة الانتشار، لكنها في المقابل أصبحت مطلوبة بشدة خاصة في المطاعم التراثية والفعاليات الشعبية، التي تسعى لإحياء الهوية الثقافية من خلال الأطباق المنسية.
طريقة تحضير المغش على أصوله النجرانية
لتحضير هذه الأكلة الفريدة، يُنقع القدر الحجري بالماء إن كان جديدًا، ثم يُسخن تدريجيًا. يُجهز خليط البصل والثوم في وعاء خارجي ويُضاف إليه الطماطم، معجون الطماطم، التوابل، والفلفل الحار. يُوضع نصف الخليط في قاع المغش، تُضاف قطع اللحم والخضار، ثم يُسكب ما تبقى من الخليط فوقها. يُضاف الماء والكزبرة المفرومة، وتُغلق فوهة القدر بإحكام بورق القصدير أو العجين. يُوضع في فرن مسخن مسبقًا على حرارة مئتين درجة لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات حتى ينضج اللحم وتتشرب الخضار النكهات.
مذاق لا يُنسى... ونكهة تُشبه الوطن
ما يميز المغش ليس فقط مكوناته، بل روحه التراثية. الطهي البطيء داخل قدر حجري يمنح الطعام مذاقًا ترابيًا أصيلًا، يذكّر بالأرض والتقاليد. من تذوقه يعرف جيدًا لماذا يُطلق عليه "الكنز المدفون" في المطبخ السعودي. المغش هو أكلة نادرة بطبيعتها، لكنّها من أكثر الأطباق طلبًا بين الباحثين عن الأصالة والنكهة الغنية.