السبت 26 أبريل 2025 09:20 مـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الحوثيون يلجأون للقوة بعد فشلهم في حشد السكان ضد الضربات الأميركية

الأحد 20 أبريل 2025 05:37 صـ 22 شوال 1446 هـ
ارشيفية
ارشيفية

شهدت مديرية بني مطر، إحدى أكبر مديريات محافظة صنعاء من حيث الكثافة السكانية، حالة من الرفض الشعبي الواسع لدعوات جماعة الحوثيين للتظاهر تنديدًا بالضربات الأميركية التي استهدفت مصنعاً لأحد قادة الجماعة في المنطقة.

وقد فشلت الميليشيا الانقلابية في حشد المواطنين بشكل طوعي، مما دفعها إلى اللجوء لأساليب الإجبار والتهديد للدفع بالسكان للمشاركة في ما وصفته بـ"وقفة احتجاجية"، والتي جاءت لتخدم أجندتها السياسية والدعائية.

استغلال الحشد المحدود وفشل التعبئة

رغم المحاولات المتكررة للحشد، لم تستجب غالبية سكان المديرية لدعوة الحوثيين، ما أظهر عمق الفجوة بين الجماعة والمجتمع المحلي.

واستغلت الجماعة الحشد المحدود الذي نظمته عبر تهديد الأهالي وإجبارهم على المشاركة، لتغطيته بشكل موسع عبر وسائل إعلامها، في محاولة لإظهار نفسها وكأنها لا تزال تحظى بدعم شعبي واسع.

لكن الوقائع على الأرض كشفت عن فشل ذريع لهذه الجهود، حيث أفادت مصادر قبلية بأن الاستجابة كانت ضعيفة للغاية، ولم يحضر سوى عدد محدود من المواطنين الذين تم إرغامهم على الحضور تحت التهديد المباشر.

وأشارت المصادر إلى أن المسلحين الحوثيين اقتادوا بالقوة مواطنين من منطقتي المساجد ومتنه، بينهم أصحاب متاجر وباعة، للمشاركة في الوقفة التي هدفت إلى تصوير الجماعة على أنها تقف في وجه "العدوان الأميركي"، بينما كان الهدف الحقيقي هو إرسال رسائل داخلية وخارجية بأنها لا تزال تتمتع بقاعدة جماهيرية.

انتهاكات مستمرة ومصادرة الحقوق

تشهد مديرية بني مطر واحدة من أعلى معدلات الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثيين ضد السكان المحليين. وسبق أن منعت الجماعة أي شكل من أشكال التظاهر أو الاحتجاج ضد ممارساتها القمعية، خصوصاً في المناطق التي تعتبرها استراتيجية بالنسبة لها.

كما قامت بمصادرة الأراضي والممتلكات، وفرضت إتاوات على السكان، وأطلقت حملات اعتقال تعسفية ضد المشايخ والوجهاء والأهالي الذين حاولوا مقاومة هذه السياسات.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية بأن الجماعة اعتقلت، قبل أشهر، أكثر من 25 شخصاً من مشايخ ووجهاء وأهالي بني مطر، بعد تنظيمهم وقفة احتجاجية أمام محكمة المديرية، للمطالبة باستعادة أراضٍ صادرتها الجماعة لصالح نافذين تابعين لها.

ولا تزال تلك الممارسات تتواصل بلا هوادة، مما يزيد من حالة الاحتقان بين السكان.

شهادات السكان: رفض المشروع الانقلابي

عبر العديد من أهالي بني مطر عن استيائهم من الدعوات الحوثية، مؤكدين أنهم لا يرغبون أو لا يستطيعون المشاركة في فعاليات تخدم المشروع الانقلابي، خاصة في ظل استمرار الانتهاكات التي تتعرض لها المنطقة.

وقال المواطن عبد الله، من قرية الجعادب في بني مطر، إن الحوثيين حاولوا خلال الأسابيع الماضية تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية في مناطق عدة من المديرية، لكنها قوبلت برفض قاطع من الأهالي.

وأضاف عبد الله أن الجماعة لجأت، بعد فشل محاولاتها السابقة، إلى تنظيم فعاليات وندوات وأمسيات طائفية متعددة تحت أسماء مختلفة، وأجبرت السكان على الحضور والمشاركة رغمًا عنهم.

واستنكر المواطنون بشدة إصرار الميليشيا على دعوة سكان القرى والمناطق المجاورة للمشاركة في تلك الفعاليات والدورات العسكرية، بينما تواصل حملات المداهمة والاعتقال والاستيلاء على الأراضي والممتلكات.

رسائل سياسية وعسكرية

كشفت المصادر القبلية أن الهدف الأساسي من الوقفة التي نظمتها الجماعة كان سياسيًا وعسكريًا بحتًا، إذ سعت عبرها إلى تبرير استمرار تصعيدها العسكري ضد خصومها، وإظهار نفسها وكأنها لا تزال تحظى بدعم شعبي واسع.

غير أن الواقع يثبت أن الجماعة فقدت الكثير من بريقها في المناطق الريفية، حيث يرى السكان فيها مصدرًا للأذى والقمع بدلاً من أن تكون ممثلة لمصالحهم.

تمثل حالة الرفض الشعبي في بني مطر نموذجًا واضحًا لتصاعد الغضب الشعبي ضد الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وعلى الرغم من استخدام الجماعة القوة والقمع لمحاولة حشد المواطنين، إلا أن ذلك لم يفلح في إخفاء حقيقة فقدانها للدعم الشعبي، وهو ما قد يشكل تحديًا كبيرًا لمشروعها السياسي والعسكري في المستقبل.

موضوعات متعلقة