السبت 26 أبريل 2025 09:46 مـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

نتنياهو يرد على الحوثيين بعد إطلاقهم مسيرة تحمل اسم ”يافا”: ”يافا ليست محتلة وردنا سيكون قاسياً”

الثلاثاء 22 أبريل 2025 01:04 صـ 24 شوال 1446 هـ
نتنياهو
نتنياهو

في تصريح لافت يعكس التصعيد المستمر بين إسرائيل والحوثيين في اليمن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جماعة الحوثي تفاخرت بإطلاق طائرة مسيّرة تحمل اسم مدينة يافا التاريخية، موجهاً رسالة حازمة جاء فيها: "أقول للحوثيين إن يافا ليست محتلة، وردنا الصارم عليكم آتٍ لا محالة".

وتأتي تصريحات نتنياهو رداً على ما أعلنته جماعة الحوثي، التي أطلقت مؤخراً طائرة مسيّرة أطلقت عليها اسم "يافا"، مشيرة إلى أن الهدف من الهجوم هو استهداف مواقع داخل الأراضي الإسرائيلية.

وأكدت الجماعة أن هذه الخطوة تمثل رسالة رمزية وجزءاً من مواجهة أوسع مع إسرائيل، التي تعتبرها جزءاً من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران.

الرمزية القوية خلف اسم "يافا"

اختيار الحوثيين لمدينة يافا، التي تعد واحدة من أقدم وأشهر المدن الفلسطينية التاريخية، كاسم لطائرتهم المسيّرة، يحمل دلالات رمزية عميقة.

يافا، التي كانت مركزاً حضارياً وتجارياً قبل النكبة عام 1948، أصبحت اليوم جزءاً من مدينة تل أبيب الكبرى، وهي نقطة جذب سياحي وثقافي. ومع ذلك، فإن ذكر اسم المدينة يثير مشاعر قوية لدى الفلسطينيين والعرب، لما تمثله من رمزية للنكبة والتهجير.

وفي هذا السياق، أكد نتنياهو أن استخدام اسم يافا في هذا السياق يعد محاولة لتزييف الحقائق، مضيفاً: "يافا كانت وستظل دائماً جزءاً من دولة إسرائيل، ولن تكون هناك أي فرصة للمساس بها".

وأشار إلى أن مثل هذه المحاولات لن تغير الواقع، وأن الرد الإسرائيلي سيكون قوياً وحاسماً.

التصعيد المستمر بين الحوثيين وإسرائيل

الهجوم الأخير الذي شنته جماعة الحوثي يأتي في إطار تصعيد مستمر بين الجانبين، حيث تزايدت في الأشهر الأخيرة الهجمات التي تستهدف إسرائيل عبر طائرات مسيّرة وصواريخ بالستية.

وتؤكد تل أبيب أن معظم هذه الهجمات يتم إحباطها بنجاح بواسطة أنظمة الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، إلا أنها تشير إلى أن مثل هذه المحاولات تشكل تهديداً خطيراً لأمنها القومي.

وتعليقاً على ذلك، قال محللون سياسيون إن الحوثيين يسعون إلى تعزيز دورهم الإقليمي من خلال استعراض قوتهم العسكرية ضد إسرائيل، خاصة في ظل الدعم الإيراني المتزايد لهم.

كما يرون أن مثل هذه الهجمات تحمل رسائل سياسية أكثر منها عسكرية، تهدف إلى تقويض صورة إسرائيل كقوة لا تقهر في المنطقة.

رد الفعل الدولي والإقليمي على الرغم من أن التصعيد بين إسرائيل والحوثيين قد يبدو محدوداً جغرافياً، إلا أنه يثير قلقاً متزايداً في الأوساط الدولية والإقليمية.

فقد أعربت دول عدة عن قلقها من احتمال توسع دائرة الصراع، خاصة في ظل التوترات القائمة بالفعل في الشرق الأوسط.

وفي الوقت نفسه، دعت بعض الدول إلى ضبط النفس ومنع التصعيد، محذرة من أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها.

ومن جانبها، أكدت إسرائيل أنها ستواصل الدفاع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة، بينما تعهدت جماعة الحوثي بمواصلة هجماتها حتى تحقيق أهدافها.

تصريحات نتنياهو حول "يافا" تعكس مدى الحساسية التي تتعامل بها إسرائيل مع أي محاولات لاستهداف مصالحها أو المس برموزها الوطنية.

وفي الوقت نفسه، تظهر هذه الحادثة كيف يمكن للأحداث المحلية أن تتحول بسرعة إلى أدوات دعائية وسياسية في صراعات أكبر وأكثر تعقيداً.

وبينما تتزايد التحذيرات من مخاطر التصعيد، يبقى السؤال حول ما إذا كان الطرفان سيستطيعان تجنب الانزلاق نحو مواجهة شاملة أم أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.