وداع الفارس الهادئ.. السعودية تودع مطلق بن مشرف بشجن الفروسية

في مشهد يكسوه الحزن والهيبة، خيم السكون على ميادين الفروسية في المملكة العربية السعودية، بعدما تناقل فرسانها ومحبوها نبأ وفاة المدرب السعودي مطلق بن مشرف بن شنان القحطاني، الذي غادر الحياة بعد مسيرة عريقة مزجت بين عشق الخيول وقيادة الأجيال نحو منصات التتويج. كان صباح الإثنين مختلفًا، فالحصان لم يعد يسمع صوت من علمه الطَرق والخُطى، ولا الساحة عرفت ظل فارسها الحاني الكبير.
صلاة جنازة مهيبة في قلب الرياض
أكدت مصادر رسمية أن صلاة الجنازة ستُقام على الراحل يوم الثلاثاء عقب صلاة العصر في جامع الملك خالد بحي أم الحمام في العاصمة الرياض، ثم يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة عرقة. ويتوقع أن تشهد الجنازة حضوراً كبيراً من رموز الفروسية وأهالي الوسط الرياضي تقديراً لمكانة الرجل ومآثره الخالدة.
بصمة لا تُنسى في عالم الخيل
لم يكن مطلق بن مشرف مجرد مدرب، بل كان روحاً تسكنها الخيول العربية وتتنفس معها المجد. تولى إدارة إسطبلات البويبية والخالدية، وحقق من خلالها إنجازات مدوية رفعت اسم السعودية عاليًا في المحافل الدولية. كان يؤمن بأن كل حصان يحمل حكاية، وكل فارس يحتاج لعين خبيرة ترشده، وقد كان هو تلك العين التي لا تغفل عن التدريب ولا عن الشغف.
رمز الوفاء للفروسية العربية
تميّز القحطاني بإخلاصه اللامحدود لرياضة الفروسية، فقد قضى حياته منغمسًا في تفاصيل الخيول وتدريبها، يحمل بين جنباته حبًا نقيًا لتراث الفروسية العربية. أحب الميدان وأحبته الخيول، حتى بات اسمه علامة فارقة في أوساط المهتمين بهذا الموروث العريق. وكان يُعرف عنه التواضع مع الكبار والصبر في تنشئة الجيل الجديد من الفرسان.
إرث خالد يتجاوز حدود السباقات
يرحل اليوم رجل ترك في كل ساحة بصمة، وفي كل فارس حكاية، وفي كل حصان عزيمة. سيبقى اسم مطلق بن مشرف محفورًا في ذاكرة الفروسية السعودية كقدوة للتميز والالتزام.
وإن كانت الفروسية قد ودعته جسدًا، فإن إرثه سيبقى حيًا في كل رِكاب، وكل تدريب، وكل سباق يحلم بالفوز تحت راية من علمهم معنى العز على صهوات الخيل.