السبت 26 أبريل 2025 09:25 مـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

اشتعال المعارك في مأرب: تصعيد عسكري بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي

الجمعة 25 أبريل 2025 10:52 مـ 27 شوال 1446 هـ
معارك مأرب
معارك مأرب

كشفت مصادر ميدانية وعسكرية عن اندلاع معارك عنيفة وغير مسبوقة في محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، بين القوات الحكومية المعترف بها دوليًا ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وأكدت المصادر أن هذه المواجهات تأتي في إطار تصعيد مستمر من قبل جماعة الحوثي التي تحاول السيطرة على المحافظة الاستراتيجية الغنية بالموارد النفطية.

معارك ضارية تشتعل يوم الجمعة

في تطور لافت، أكدت مصادر عسكرية ومحلية أن معارك ضارية اندلعت يوم الجمعة بين قوات الجيش الوطني اليمني من جهة، ومليشيا الحوثي الانقلابية من جهة أخرى.

وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات امتدت على عدة جبهات داخل المحافظة، خاصة في المناطق الجنوبية والغربية التي تشهد محاولات متكررة من قبل الحوثيين للتقدم نحو مركز المحافظة.

وبحسب شهود عيان، استخدمت الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بما في ذلك المدفعية والدبابات، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة التي استخدمتها مليشيا الحوثي بشكل مكثف في محاولة لاختراق خطوط الدفاع التابعة للقوات الحكومية.

الجيش الوطني يتصدى للمليشيات

من جانبها، أكدت قيادة الجيش الوطني اليمني أنها تمكنت من صد هجمات الحوثيين وكبدتهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

وأوضحت المصادر أن القوات الحكومية نفذت عمليات نوعية ضد مواقع الحوثيين، مشيرة إلى أن الضربات الدقيقة أسفرت عن تدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة للمليشيات، بالإضافة إلى القضاء على العشرات من عناصرها.

وفي بيان رسمي، أكدت قيادة الجيش الوطني أن "أبطال الجيش والمقاومة الشعبية يخوضون معركة بطولية دفاعًا عن محافظة مأرب، التي تعتبر رمزًا للصمود الوطني في وجه المشروع الإيراني التوسعي".

كما حذرت من أن أي محاولات للحوثيين لتحقيق اختراق عسكري ستواجه برد حازم وقوي.

المدنيين في دائرة الخطر

مع استمرار المعارك، باتت حياة المدنيين في محافظة مأرب تحت تهديد مباشر، حيث أفادت تقارير حقوقية بأن القصف العشوائي الذي تشنه مليشيا الحوثي أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، بالإضافة إلى نزوح مئات الأسر من مناطق الاشتباكات.

وأكدت المنظمات الإنسانية أن الوضع الإنساني في المحافظة يزداد تدهورًا مع استمرار التصعيد العسكري.

مأرب: أهمية استراتيجية

تمثل محافظة مأرب أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لليمن، كونها واحدة من أكبر المحافظات المنتجة للنفط والغاز، فضلًا عن كونها ملاذًا آمنًا لملايين النازحين الذين فروا من مناطق سيطرة الحوثيين.

ولذلك، تسعى جماعة الحوثي إلى السيطرة عليها لتعزيز نفوذها العسكري والاقتصادي، بينما تعتبر الحكومة الشرعية المحافظة خط الدفاع الأخير أمام زحف المليشيات نحو المناطق الشرقية.

تحركات دبلوماسية ودعوات للتهدئة

على الصعيد الدولي، دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء محادثات سلام شاملة لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.

وحذر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من أن استمرار التصعيد العسكري في مأرب قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة، داعيًا جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس والالتزام بالقوانين الدولية.

تشهد محافظة مأرب معارك طاحنة تضعها في قلب الأحداث الجارية في اليمن، حيث يتكثف السباق نحو السيطرة على هذه المحافظة الاستراتيجية.

وبينما تواصل القوات الحكومية مقاومتها الشرسة، يبدو أن جماعة الحوثي مصرة على تحقيق أهدافها رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها.

ومع استمرار التصعيد، يبقى مصير المحافظة معلقًا بين مطرقة الحرب وسندان الجهود الدولية للتهدئة.