أول تعليق للمبعوث الأممي إلى اليمن على الضربات الإسرائيلية لمطار صنعاء

في أول تعليق رسمي على الضربات الجوية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، اعتبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن هذا التطور يمثل "تصعيدًا خطيرًا في سياق إقليمي هش ومتقلب".
وقال غروندبرغ، في بيان صدر اليوم الثلاثاء، وطالعه "المشهد اليمني" إن الضربة الجوية التي نفذتها جماعة الحوثي "على مطار بن غوريون في إسرائيل، وما أعقبها من ضربات إسرائيلية على مطار صنعاء وميناء الحديدة، تمثل تصعيدًا خطيرًا في منطقة تعاني أصلًا من هشاشة الأوضاع الأمنية والإنسانية". وفق تعبيره.
ويوم الأحد، شن الحوثيون، هجوما بصاروخ باليستي على مطار بن غوريون، فشلت المنظومات الدفاعية في اعتراضه، وسقط بمحيط المطار مسببا حفرة بعمق يزيد عن 20 متر، وفي وقت لاحق، أعلنت جماعة الحوثي في بيان لناطقها العسكري يحيى سريع، "فرض حظر جوي شامل" على الكيان الإسرائيلي، وذلك باستهداف مطاراته؛ ردًا على توسيع جيش الاحتلال عملياته العسكرية وحرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر.
ودعا المبعوث الأممي جميع الأطراف المعنية إلى "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال تصعيدية من شأنها تفاقم معاناة المدنيين"، مشددًا على ضرورة التزام كافة الفاعلين بالمسؤوليات المترتبة عليهم بموجب القانون الدولي، ولا سيما ما يتعلق بحماية المدنيين والمنشآت المدنية.
واختتم غروندبرغ بيانه بالتأكيد على أن "العودة إلى الحوار تبقى السبيل الوحيد المستدام لضمان السلامة والأمن الدائمين لليمن والمنطقة بأسرها".
وكان جيش الكيان الإسرائيلي أعلن عصر اليوم الثلاثاء انتهاء الهجوم الجوي الواسع الذي استهدف منشآت مدنية واقتصادية في اليمن، مؤكدًا أن العملية أسفرت عن "إخراج مطار صنعاء الدولي عن الخدمة بالكامل"، وتدمير عدد من الأهداف التي زعم أنها "عسكرية".
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن الطائرات الإسرائيلية أنهت مهمتها وعادت إلى قواعدها بعد تنفيذ ضربات مركزة على مطار صنعاء، الذي يتهمه الجيش الإسرائيلي بأنه يُستخدم لنقل الأسلحة.
وفي بيان رسمي، طالعه "المشهد اليمني" ، أوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الهجوم نُفذ بمصادقة رئيس الأركان وقائد سلاح الجو"، مشيرًا إلى أن الغارات شملت أيضًا محطات توزيع الكهرباء في محيط صنعاء، بالإضافة إلى مصنع إسمنت عمران – وهي منشأة اقتصادية مدنية – زاعمًا أنه يُستخدم لبناء الأنفاق والبُنى التحتية العسكرية للحوثيين.
وتعد هذه هي الضربة الثانية التي ينفذها سلاح الجو التابع للاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اليمنية خلال أقل من 24 ساعة، حيث استهدف أمس الإثنين، ميناء الحديدة، ومصنع إسمنت باجل بمحافظة الحديدة غربي اليمن.
وكانت قناة "13" الإسرائيلية أفادت في وقت سابق اليوم، بأن سلاح الجو للكيان بدأ ضرباته الجوية على مطار صنعاء، في عملية موسعة نُفذت بواسطة عشرات الطائرات الحربية، استهدفت المطار والمرافق المرتبطة به.
وفي السياق ذاته، شنت الولايات المتحدة وإسرائيل غارات مشتركة استهدفت أيضًا مصنع إسمنت عمران شمال العاصمة صنعاء، ضمن تصعيد غير مسبوق ضد منشآت مدنية في اليمن.
من جنبه، أفاد مصدر في الخطوط الجوية اليمنية بأن الغارات الإسرائيلية أدت إلى تدمير مبنى المسافرين في مطار صنعاء بشكل كامل، بما في ذلك صالات الوصول والمغادرة، إضافة إلى تدمير ثلاث طائرات مدنية تابعة للشركة كانت رابضة في مدرج المطار.
وبحسب مصادر المشهد اليمني، فقد طالت الغارات مبنى الركاب ومدرجات مطار صنعاء الدولي، إضافة إلى برج المراقبة وعدة طائرات مدنية، كما استهدفت محطة كهرباء ذهبان المركزية في مديرية بني الحارث، ومحطة كهرباء حزيز في مديرية سنحان، ومحطة توزيع كهرباء عصر بمديرية معين، إلى جانب محولات كهرباء في منطقتي علمان وكولة جدر بمديرية بني الحارث، ومصنع إسمنت عمران شمالي محافظة صنعاء.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن العملية استهدفت عشرة مواقع في اليمن، من بينها مطار صنعاء الدولي، منشآت نفطية، مراكز توزيع وقود، ومحطات كهرباء، فيما أكدت القناة 14 الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤول كبير، أن "الضربات الحالية ليست الأخيرة"، في إشارة إلى نية مواصلة العمليات.