البيض: زيارة ترامب المرتقبة للخليج قد تعيد رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط

في قراءة تحليلية موسعة، عبّر السياسي اليمني البارز هاني علي سالم البيض عن تقديره البالغ لأهمية الزيارة المقررة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى عدد من دول الخليج العربي، والمُرتقب أن تشمل كلاً من السعودية وقطر والإمارات خلال الفترة من 13 إلى 16 مايو 2025.
واعتبر البيض أن هذه الزيارة تحمل دلالات سياسية واقتصادية وأمنية متعددة الأبعاد، وتُعد فرصة لتعزيز الشراكات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة.
وأكد البيض، في منشور له عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أن الزيارة تأتي في ظل تغيرات جيوسياسية متسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أنها قد تكون حافزاً لإطلاق مبادرات جديدة تعيد تشكيل ديناميكيات العلاقات في منطقة الشرق الأوسط، رغم غياب التفاصيل الرسمية حول أهدافها حتى اللحظة.
قراءة استشرافية بناءً على تصريحات ترامب السابقة
استند البيض في تحليله إلى تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي السابق، ليضع عدة سيناريوهات محتملة لما قد تشهده الزيارة من تطورات، منها:
-
إحياء "صفقة القرن":
أشار البيض إلى إمكانية أن يطرح ترامب فكرة إعادة إطلاق "صفقة القرن" تحت مسمى جديد أو إطار مختلف، باعتبارها خطة أمريكية شُكّلت عام 2020 بهدف حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وأكد أن هذا الملف لا يزال يمثل نقطة ارتكاز أساسية في السياسة الأمريكية بالمنطقة، وأن الإدارة الأمريكية السابقة ما زالت ترى فيها حلاً استراتيجياً للقضية الفلسطينية. -
توسيع الشراكات الاقتصادية:
وتوقع البيض أن تشهد الزيارة توقيع صفقات استثمارية ضخمة بين الولايات المتحدة ودول الخليج، خاصة في ظل تعهد كل من السعودية بضخ تريليون دولار، والإمارات بـ1.4 تريليون دولار في قطاعات الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا. ورأى أن ذلك يندرج ضمن استراتيجية أمريكية لمواجهة النفوذ المتزايد لكل من الصين وروسيا في المنطقة. -
خطة جديدة لمجابهة إيران:
ورجّح البيض أن يتم خلال اللقاءات مناقشة ملف إيران، سواء من خلال طرح خطة بديلة للاتفاق النووي المعلق، أو عبر تشكيل تحالف إقليمي يضم دول الخليج ومصر والأردن لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما كان ترامب قد دعا إليه في أكثر من مناسبة. -
توسيع اتفاقيات "إبراهام":
وتوقع أن يتم العمل على توسيع نطاق "اتفاقيات أبراهيم"، التي تم بموجبها تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، لتشمل دولاً عربية أخرى، وهو ما يتوافق مع رؤية إدارة ترامب السابقة بشأن تعزيز التحالفات الإقليمية ضد ما وصفته بالإرهاب والتدخلات الإيرانية.
خطوة رمزية قد تثير الجدل: تغيير اسم "الخليج الفارسي"
وفي جانب آخر من تحليله، نقل البيض عن مصادر إعلامية أمريكية أن هناك تسريبات تشير إلى احتمال أن يعلن ترامب خلال الزيارة عن تغيير رسمي في المصطلح المستخدم في الوثائق الأمريكية، من "الخليج الفارسي" إلى "الخليج العربي". وأشار إلى أن هذه الخطوة تُعد ذات طبيعة رمزية أكثر منها قانونية، لكنها قد تُثير ردود فعل غاضبة من الجانب الإيراني، الذي سبق ووصف مثل هذه المحاولات بأنها "عدائية وغير قانونية".
تعزيز التعاون الأمني وصفقات الأسلحة
ولفت البيض إلى أن الزيارة قد تشهد أيضاً توقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية جديدة، بما في ذلك صفقات بيع أسلحة متقدمة لدول الخليج، والتي كانت محل جدل داخلي في بعض الدوائر السياسية الأمريكية خلال السنوات الماضية. وأكد أن هذه الصفقات ستكون جزءاً من استراتيجية أوسع لبناء تحالفات دفاعية مشتركة في مواجهة التهديدات الإقليمية.
فرصة لإعادة صياغة التحالفات في الشرق الأوسط
واختتم البيض تحليله بالتأكيد على أن زيارة ترامب للخليج قد تكون نقطة تحول في سياسة الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط، وفرصة لإعادة ترتيب الأولويات المشتركة بين واشنطن ودول الخليج، وخاصة فيما يتعلق بثلاثة ملفات رئيسية:
- السلام العربي-الإسرائيلي
- الأمن الإقليمي
- التنمية الاقتصادية المشتركة
وقال البيض إن هذه الزيارة "ستكون محط أنظار المراقبين عن كثب"، مشدداً على أن تصريحات ترامب المتكررة عن وجود "مفاجأة كبيرة" خلال الزيارة، تفتح المجال أمام تكهنات واسعة حول طبيعة القرارات أو الإعلانات التي قد تخرج عنها، والتي قد تتعدى الإطار الدبلوماسي التقليدي إلى خطوات عملية ترسم مستقبل المنطقة لسنوات قادمة.