شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، حيث وصلت إلى مستويات أقل من 3350 دولارًا للأوقية في الوقت الحقيقي، مقارنة بقمم سابقة كانت قريبة من 3350 دولارًا.
وفي تعليق خاص على هذا التراجع، أوضح الخبير الاقتصادي سمير رؤوف لـ«الحرية»، أن “الذهب يمر حاليًا بعملية هدوء مؤقت، مدفوعة بعدة عوامل جيوسياسية واقتصادية عالمية”.
أسباب “الهدوء” في أسعار الذهب
فسر رؤوف هذا “الهدوء” في أسعار الذهب بعدة نقاط رئيسية:
-
تهدئة التوترات الروسية الأوكرانية:
-
أشار رؤوف إلى أن “محاولات الرئيس بوتن مع ترامب لتهدئة مشكلة روسيا وأوكرانيا” ساهمت بشكل كبير في هذا التراجع، حيث تقلل هذه الهدنة من الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات.
-
الهدنة المتوقعة في غزة وفلسطين:
-
ذكر الخبير الاقتصادي، أن “الهدنة المتوقعة في غزة وفلسطين، والتي يُتوقع أن تتم الفترة القادمة”، تعد عاملًا آخر لتهدئة الأسواق العالمية وتقليل حدة التوترات الجيوسياسية، مما ينعكس على أسعار الذهب.
-
حل مشكلة التعريفات الجمركية الأوروبية:
-
لفت رؤوف، الانتباه إلى “تأجيل الرئيس ترامب للتعريفات الجمركية التي كانت مفروضة على أوروبا”، معتبرًا أنها “كانت مناورة فقط مع الاتحاد الأوروبي”، وهذا القرار ساهم في “تهدئة وتيرة شراء الذهب” عالميًا.
-
تخفيض التعريفات الجمركية على الواردات الصينية:
-
نوه الخبير الاقتصادي بأن “تخفيض الرئيس ترامب لحوالي 50% على واردات الصين للولايات المتحدة الأمريكية” خلال الشهر الماضي كان “واحدة من ضمن الأسباب” التي أدت إلى هذا الهدوء في وتيرة ارتفاع الذهب.
مفهوم “الذهب كاستثمار” وأثره على الاقتصاد:
شدد سمير رؤوف، على أن “كل عامل من هذه العوامل ساهم في تهدئة وتيرة ارتفاع الذهب”، موضحًا أن هذا “علميًا أفضل” لأنه “يجعل الناس تبدأ في تقييم الوضع الاقتصادي مرة ثانية”.
وأضاف رؤوف، رؤيته الاقتصادية حول الذهب كمخزن للقيمة وليس محركًا للاقتصاد: “عندما نشتري الذهب، نحرم الاقتصاد من تدوير السيولة، بعكس مثلاً شراء قميص (تي شيرت) الذي يحرك المصنع ويوفر عمالة. الذهب هو اكتناز، عكس شراء الخضروات والفواكه التي تشغل مزارعين وعمالة وهكذا”.
توقعات مستقبلية: ارتفاع طبيعي واستقرار
رغم الهدوء الحالي، يتوقع الخبير الاقتصادي، عودة الذهب للارتفاع، لكن بوتيرة أبطأ وأكثر استقرارًا.
وأشار إلى أن الوتيرة بدأت تهدأ مع التوترات الجيوسياسية العالمية مما يتيح أكثر من شق للاستفادة منها، متوقعًا أن يحدث ارتفاع طبيعي في الفترة القادمة واستقرار في أسعار الذهب.
ويأتي هذا التحليل ليقدم رؤية شاملة لأداء الذهب في ظل التغيرات العالمية، مؤكدًا على أن تراجع الأسعار الحالي يعكس في جوهره تحسنًا في المناخ الجيوسياسي، ويفتح الباب أمام استقرار في الأسواق.