واصل الإسباني كارلوس ألكاراز مسيرته نحو تحقيق لقب ويمبلدون للمرة الثالثة تواليًا، بعد أن نجح في تجاوز عقبة الروسي أندري روبليف، المصنف 14 عالمياً، في مواجهة مثيرة شهدت تأخره بمجموعة قبل أن يعود ويفوز بـ3 مجموعات متتالية بواقع 6-7 (5/7)، 6-3، 6-4، 6-4، تحت سقف الملعب الرئيسي بنادي العموم في لندن وسط دعم جماهيري كبير.
ورغم البداية المهتزة للبطل الإسباني، الذي ظهر بأداء غير متوازن تخللته لحظات من الإبداع، إلا أنه تمكن من تعديل أوتار أدائه بدءًا من المجموعة الثانية، ليحسم اللقاء لصالحه بعد 3 ساعات من التنافس العالي المستوى.
تفوق أمام خصم عنيد
بعد خسارته للمجموعة الأولى بشوط كسر التعادل، نجح ألكاراز في كسر إرسال روبليف في الشوط الثامن من المجموعة الثانية، ما مهد الطريق للفوز بها.
وفي المجموعة الثالثة، تساوى الطرفان في المستوى، إلا أن الإسباني انتزع التقدم بلقطة مذهلة عبر ضربة أمامية حاسمة، قبل أن يحسم المجموعة بلقطة إسقاط مدهشة.
وفي المجموعة الرابعة، بدا أن المباراة أصبحت تحت سيطرة ألكاراز، خاصة بعد كسره لإرسال روبليف في الشوط الخامس، ليحسم اللقاء دون أخطاء تُذكر.
مسيرة متذبذبة رغم الأرقام القوية
لم تكن بداية ألكاراز في البطولة مثالية، إذ احتاج إلى 5 مجموعات لتجاوز الإيطالي المخضرم فابيو فونيني في الدور الأول، وخسر مجموعة أخرى في الدور الثالث أمام الألماني يان لينارد شتروف.
وعلى النقيض، يسير الإيطالي يانيك سينر، المصنف الأول عالميًا، بثبات تام، حيث لم يخسر أي مجموعة حتى الآن في البطولة.
ورغم هذه التحديات، يمتلك ألكاراز سجلاً لافتًا على الملاعب العشبية، حيث حقق 33 فوزًا مقابل 3 هزائم في البطولات الكبرى على هذا السطح، ويأمل في أن يصبح خامس لاعب فقط في العصر الحديث يحقق 3 ألقاب ويمبلدون متتالية، بعد أسماء تاريخية مثل بورغ، وفيدرر، وسامبراس، ونوفاك ديوكوفيتش.
فوز تحت أنظار رادوكانو
من خارج الخطوط، خطفت البريطانية إيما رادوكانو الأنظار بعدما شوهدت تتابع اللقاء بابتسامة لافتة، في ظل انتشار شائعات تربطها بعلاقة عاطفية مع ألكاراز، وهو ما نفته صراحة قائلة: "نحن مجرد أصدقاء جيدين".
لكن اللافت أن الثنائي أعلنا أنهما سيتشاركان في منافسات الزوجي المختلط في بطولة أميركا المفتوحة المقبلة في أغسطس.
رادوكانو كانت قد أبهرت الجماهير البريطانية مؤخرًا، حيث تابع خسارتها أمام أرينا سبالينكا في ويمبلدون أكثر من 5.3 ملايين مشاهد، في ثالث أعلى معدل مشاهدة لمباراة غير نهائية خلال السنوات الـ3 الأخيرة.
فريتز يتأهل بعد انسحاب طومسون
وفي مباريات أخرى ضمن الدور الرابع، ضمن الأميركي تايلور فريتز تأهله إلى ربع النهائي بعد انسحاب منافسه الأسترالي جوردان طومسون بسبب الإصابة، بينما كانت النتيجة تشير إلى تقدم فريتز 6-1 و3-0.
فريتز، المصنف الخامس عالميًا، والذي خاض مواجهات طويلة في الأدوار السابقة، استغل انسحاب منافسه ليتأهل دون استنزاف بدني، معربًا عن احترامه لطومسون قائلاً: "أشعر بالأسف له، لقد خاض مباريات طويلة، حتى في الزوجي، وكان واضحًا أن جسده لم يعد قادرًا".
وسيلتقي فريتز في ربع النهائي مع الروسي كارن خاتشانوف، الذي تأهل بدوره بعد فوزه السهل على البولندي كاميل مايشرتزاك بنتيجة 6-4، 6-2، 6-3.
نوري يحفظ ماء وجه البريطانيين
على أرض الملعب رقم "1"، خاض البريطاني كاميرون نوري واحدة من أكثر مباريات البطولة إثارة، وتمكن من التفوق على التشيلي نيكولاس خاري بعد 5 مجموعات امتدت لـ4 ساعات ونصف، بنتيجة 6-3، 7-6، 6-7، 6-7، 6-3، ليصبح آخر بريطاني متبقي في البطولة.
خاري أطلق 46 إرسالاً ساحقًا في المباراة، رافعًا رصيده إلى 111 إرسالًا خلال البطولة، لكنه عجز عن كسر مقاومة نوري في المجموعة الخامسة التي حُسمت لصالح الأخير بفضل كسر مبكر للإرسال وحفاظه على هدوئه في اللحظات الحاسمة.
سابالينكا تقسو على ميرتينز وتواصل الحلم
في منافسات السيدات، واصلت المصنفة الأولى عالميًا، البيلاروسية أرينا سابالينكا، عروضها القوية بعد أن تغلبت على البلجيكية إليز ميرتينز بمجموعتين نظيفتين 6-4 و7-6، لتحجز مقعدها في ربع النهائي.
ورغم تقدم البيلاروسية 4-1 في المجموعة الأولى، عادت ميرتنز بقوة لتعديل النتيجة، لكن سابالينكا استعادت تركيزها وفازت في 8 من أصل 11 نقطة التالية لتحسم المجموعة.
وفي الثانية، فرضت البلجيكية تفوقًا مبكرًا، إلا أن سابالينكا ردّت بكسر للإرسال قبل أن تحسم المجموعة بشوط كسر التعادل بعد 90 دقيقة من اللعب.
وتلتقي سابالينكا في ربع النهائي مع الألمانية لورا سيغموند، المصنفة 104 عالميًا، والتي تألقت بدورها وفازت على الأرجنتينية سولانا سييرا 6-3، 6-2، منهية مغامرة "الخاسرة المحظوظة" من دون مفاجآت إضافية.
ظهرت سيغموند، البالغة من العمر 37 عامًا، بأداء قوي أنهى حلم سييرا في أن تصبح أول لاعبة تدخل ربع نهائي إحدى البطولات الكبرى كلاعبة "خاسرة محظوظة".
المباراة شهدت توقفًا بسبب الأمطار مرتين، إلا أن سيغموند تعاملت مع التقلبات بأريحية، وفرضت سيطرتها على الإرسال والنقاط القصيرة لتحسم اللقاء بسهولة نسبية.
(وكالات)