في خطوة جريئة تعكس بداية ثورة تكتيكية في أروقة ريال مدريد، يشرف المدرب الإسباني شابي ألونسو على مشروع إعادة بناء شامل، واضعا بصمته سريعا على أسلوب الفريق الملكي، في أولى مشاركاته الرسمية مع النادي ضمن منافسات كأس العالم للأندية لكرة القدم.
وبعد بداية باهتة أمام الهلال السعودي بالتعادل (1-1)، بدأ الفريق في إظهار تصاعد ملحوظ في الأداء، تزامنا مع تثبيت ألونسو لنظامه الجديد الذي يعتمد على 3 مدافعين صرحاء، وجناحين حرّين، وضغط عالي لا يهدأ، وهو تحول جذري عن الخطة الكلاسيكية 4-3-3 التي لطالما ميزت الفريق تحت قيادة كارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان.
تشكيلة ريال مدريد أمام بوروسيا دورتموند
أبرز التغييرات جاءت في العمق الدفاعي، مع إشراك الثلاثي دين هايسن، أنطونيو روديغر وأوريليان تشواميني كقلب دفاع، مدعومين بجناحين هما فران غارسيا وترنت ألكسندر-أرنولد، وهو الرسم الذي منحه لقب "البوندسليغا" مع باير ليفركوزن الموسم الماضي.
وعلق ألونسو: "اللاعبون يمتلكون الذكاء لفهم فلسفة اللعب الجديدة، وأثق في قدرتهم على التأقلم".
لكن العين تتجه الآن إلى الثنائي الهجومي المرتقب: كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور فرغم إصابة مبابي في بداية البطولة، سيكون لقاء ربع النهائي المرتقب ضد بوروسيا دورتموند الألماني يوم السبت أول اختبار حقيقي لهذا الثنائي، لا سيما من حيث الانسجام الهجومي والمساهمة الدفاعية.
ألونسو شدد على أن "لا امتيازات لأحد"، في إشارة إلى ضرورة التزام الجميع بمنظومة الضغط الجماعي، حتى بالنسبة لنجم الفريق الجديد مبابي، الذي سيتعين عليه تغيير أسلوبه والمشاركة بفعالية في الشق الدفاعي، على عكس ما اعتاد عليه.
ريال مدريد في عهد شابي ألونسو يبدو أكثر انضباطا، وأكثر رغبة في فرض أسلوب لعبه على المنافسين والأنظار كلها تتجه الآن إلى ملعب "إيست راثرفورد" لمعرفة ما إذا كانت هذه الثورة التكتيكية ستؤتي أولى ثمارها أمام دورتموند، في خطوة قد تعيد "الملكي" إلى القمة من جديد.
(المشهد)
