شهدت بطولة ويمبلدون للتنس 2025 موقفًا تحكيميًا غير مسبوق أثار جدلًا واسعًا، وذلك في أعقاب خلل تقني مفاجئ في نظام تحديد الخطوط الإلكتروني، والذي حلّ هذا العام محل حكام الخطوط البشر لأول مرة في تاريخ البطولة العريقة.
وقد وقع هذا الجدل خلال مباراة الدور الرابع بين البريطانية سوناي كارتال والروسية أناستازيا بافليوشينكوفا على الملعب الرئيسي، وهو ما أعاد طرح تساؤلات حول جاهزية التكنولوجيا وحدود الاعتماد عليها في لحظات حاسمة.
نقطة فاصلة تشعل فتيل الاعتراض
الموقف المثير للجدل وقع في المجموعة الأولى عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل 4-4، وكانت بافليوشينكوفا تقوم بالإرسال.
وقد أعربت اللاعبة الروسية عن قناعتها بخروج كرة كارتال عن الخط، مطالبة بمراجعة القرار.
لكن المفاجأة جاءت حين أوقف الحكم نيكو هيلويرث اللعب لفحص النظام الإلكتروني، ليبلغ الجمهور بعد تأخير طويل أن التقنية لم تعمل بالشكل المطلوب في تلك اللحظة.
وبسبب غياب التأكيد الحاسم من التقنية، قرر الحكم إعادة النقطة، ما أضر بموقف بافليوشينكوفا، إذ كانت قريبة من حسم المجموعة وربما المباراة لو ثبت خروج الكرة.
احتجاج صريح
رد الفعل من بافليوشينكوفا لم يتأخر، حيث عبّرت عن غضبها الواضح أثناء حديثها مع الحكم، قائلة: "لأنها صاحبة الأرض يمكنها قول ما تشاء، لقد سرقت المباراة مني".
وأضافت لاحقًا في تصريحات بعد اللقاء: "كانت لحظة محورية بالنسبة لي في المباراة، توقعت قرارًا مختلفًا. كنت أعتقد أن الحكم يملك سلطة الحسم، لكنه نفسه قال لي بعد المباراة إنه رأى الكرة خارجة، لا أعلم إن كان قراره تأثر بكونها لاعبة محلية".
رد فعل كارتال والحكم على الواقعة
في المقابل، اختارت كارتال التزام الهدوء، وعلّقت على الموقف قائلة: "هذا موقف نادر لكنه حدث بالفعل، ماذا يمكننا فعله أمام هذا الحظ العاثر؟ لقد حاول الحكم اتخاذ أفضل قرار وأعتقد أنه تعامل بطريقة جيدة مع الأمر، أعتقد أنه قام بالأمر بكل حيادية وعدالة من خلال إعادة تلك النقطة".
كما اعترفت بأنها لا تعلم ما إذا كانت الكرة قد خرجت بالفعل أم لا.
ورغم الجدل، فإن نتيجة المباراة صبّت في صالح بافليوشينكوفا، التي فازت بنتيجة 7-6 (7-3)، 6-4، لتتأهل إلى ربع النهائي.
ويمبلدون تدخل حقبة جديدة
جدير بالذكر أن نسخة 2025 من ويمبلدون تمثل تحولًا جذريًا في هوية البطولة، حيث تم ولأول مرة في تاريخها الاستغناء التام عن حكام الخطوط البشر، لصالح نظام التحكيم الإلكتروني (ELC) الذي يعمل بكاميرات ذكية متقدمة.
هذا التغيير الجذري أتى بعد أكثر من قرن من الاعتماد على حكام الخطوط، الذين شكلوا عنصرًا بصريًا وصوتيًا مميزًا في البطولة، بأزيائهم الأنيقة ونداءاتهم الشهيرة مثل "آوت" و"فولت".
وبهذا القرار، تنضم ويمبلدون إلى ركب أستراليا المفتوحة وأميركا المفتوحة، بينما تبقى فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) الوحيدة بين بطولات "غراند سلام" التي ما زالت تعتمد على العنصر البشري بالكامل.
ومن أجل تنفيذ النظام الجديد بنجاح، تم تركيب أكثر من 450 كاميرا ذكية موزعة على مختلف الملاعب، إلى جانب وجود 80 حكمًا سابقًا كمساعدين تقنيين للتدخل في حالات الطوارئ أو الأعطال، مثل ما حدث في لقاء كارتال وبافليوشينكوفا.
(وكالات)