scrollTop

السلاح الفلسطيني أمامه وسلاح "حزب الله" وراءه.. أين مفر لبنان؟

عمر السلاح الفلسطيني في لبنان 60 عامًا، وعمر سلاح "حزب الله" 43 عامًا (رويترز)
عمر السلاح الفلسطيني في لبنان 60 عامًا، وعمر سلاح "حزب الله" 43 عامًا (رويترز)
verticalLine
fontSize

عمر السلاح الفلسطيني في لبنان 60 عامًا، وعمر سلاح "حزب الله" 43 عامًا.

السلاح الفلسطيني بدأت "ترسانته" بالتكون عام 1965، مع الإعلان عن الكفاح المسلح، ومنذ ذلك التاريخ استمرت هذه الترسانة، "أنتكست" مع خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان صيف العام 1982، لكنها أعادت ترميم نفسها، مستفيدة من غطاء النظام السوري الذي اراد السلاح الفلسطيني "سلاحا" في يده.

وسلاح "حزب الله" بدأت "ترسانته" تتكوَّن مع دخول الحرس الثوري الإيراني إلى البقاع اللبناني، عبر سوريا، صيف العام 1982، إثر الأجتياح الإسرائيلي للبنان، ودخول "الحرس الثوري الإيراني" كان الهدف منه تدريب "حزب الله" الذي كان في طور النشوء، والتحقت به مجموعات من أفراد من الطائفة الشيعية، كانوا منضوين تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، وأدى خروجها من لبنان إلى رفع الغطاء عن مجموعات لبنانية كانت ملتحقة بها، فوجدت في "حزب الله" الملاذ، وما يجدر التذكير به أن المسؤول في "حزب الله" عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق، كانت بداياته العسكرية في منظمة التحرير الفلسطينية وانتقل بعدها إلى "حزب الله".

نزع سلاح "حزب الله" ينهيه

اليوم يُطرَح على لبنان مطلب نزع السلاحين الفلسطيني واللبناني، فكيف سيستطيع التخلّص من هاتين الترسانتين؟

وهل يُعقَل تفكيك تركتَيْن عمرهما بين 60 عامًا و40 عامًا في شهور معدودة؟

إذا كان هناك قرار، فالمسألة ليست مستحيلة، ولكن يجب أن تكون هناك خارطة طريق، فهل خارطة الطريق هذه موجودة؟

الموعد الأول الذي تمَّ وضعه للبدء بتسلَّم السلاح الفلسطيني كان في 16 يونيو الفائت، لكن هذه الخطوة لم تتحقق، ولم يصدر أي بيان، لا عن الجانب اللبناني ولا عن الجانب الفلسطيني، يوضح سبب هذا التأخيرفي البدء بتسلم السلاح، وربما هنا يمكن الحديث لا عن تأجيل بل أكثر من ذلك، عن تعليق أو حتى عن إلغاء الخطة برمَّتها.

وهنا يسأل المراقبون؟ إذا كان تسلم السلاح الفلسطيني بلغ حد الإستعصاء، فماذا عن سلاح "حزب الله" الذي يبدو أن وضعه أصعب من وضع السلاح الفلسطيني؟

ليس سهلًا بالنسبة إلى "حزب الله" أن ينقلب إلى حزب سياسي، فهو في الأساس لم يعتد أن يكون كذلك، حتى منذ نشأته عام 1982، فهو في الأساس وُلِد كتنظيم عسكري، وهو لم يعتد أن ينخرط في العمل السياسي من دون سلاح، فتركيبته عقائدية ، مسلحة، استخباراتية، قبل أن تكون سياسية، وتسميات هيكليته تثبت ذلك:

  • من "المجلس الجهادي" إلى "شورى القرار" وأخيرًا إلى كتلة نواب "حزب الله"، فيما يتقدمها " المجلس" و"الشورى".
  • هذا يدل على أننا أمام تنظيم عقائدي إستخباراتي عسكري، وليس مجرد تنظيم سياسي يملك ميليشيا عسكرية.
  • تاسيسًا على هذه المقاربة، فإن نزع سلاح "حزب الله" ينهيه، ولهذا السبب لن يسلِّم سلاحه لأنه لا يريد أن ينهي نفسه.

تعليقات
سجّل دخولك وشاركنا رأيك في الأخبار والمقالات عبر قسم التعليقات.