بعد فشل محاولات القضاء على "حماس" عسكريًا، اتجهت إسرائيل لتشكيل مجموعات مسلحة محلية مدعومة بالأسلحة والمساعدات. وبالفعل، تنشط هذه المجموعات في مناطق الشجاعية وخان يونس، وتنفذ هجمات تستهدف مقاتلي "حماس".
وفي السياق، أشار تقرير إسرائيلي إلى صلات بين عناصر هذه المجموعات وحركة "فتح"، كما أن هذا التحرك يطرح العديد من التساؤلات حول أبعاد التنسيق وأهدافه في الصراع الدائر داخل غزة.
ضرب النسيج الوطني الفلسطيني
وفي هذا الشأن، قال الوزير الفلسطيني السابق والقيادي السابق في حركة "فتح" سفيان أبو زايدة، للإعلامي رامي شوشاني في برنامج "المشهد الليلة" المُذاع على قناة ومنصة "المشهد": "كل ما يتم التداول به في الإعلام الإسرائيلي عن أن حركة فتح هي التي تقف وراء هذه المجموعات المسلحة، هو عارٍ تمامًا عن الصحة، ولا أعتقد أن أحدًا من الحركة سواء كان على الصعيد القيادي أو على الصعيد الدنيوي من عناصر أو كوادر أو قيادات، ممكن أن يكون جزءًا من ظواهر يخترعها الاحتلال من أجل ضرب النسيج الوطني الفلسطيني تحت عنوان محاربة "حماس" في غزة".
وأضاف زايدة: "نعم، نحن نختلف مع حماس كثيرًا، فكريًا وأيديولوجيًا وسلوكيًا، إلا أن هذا لا يبرر لأحد أن يكون أداة تستخدم في يد الاحتلال، لأن ما يجري في غزة هو ليس حربًا تخوضها إسرائيل ضد حماس فقط".
وتابع: "ليس بالوارد أن تتعاون فتح مع من يقوم بهذه الممارسات، وإذا كان أحد الذين استطاعت إسرائيل أن تجندهم وكان يعمل سابقًا في السلطة أو في أحد الأجهزة الأمنية، هذا لا يعني أنه يعمل بمباركة السلطة وموافقة حركة فتح عليه".
وقال زايدة: "ليس أهل غزة هم من يختلفون مع حماس، بل نحن من نختلف مع الحركة في كل مكان، ولكن الناس لا يريدون أن تستمر حماس في السلطة وباتوا يقولون ذلك بشكل واضح حتى أنهم يعتبرون أن 7 أكتوبر كان عبارة عن مصيبة جلبتها حماس للشعب الفلسطيني".
وختم بالقول: "ربما كانت النوايا غير ذلك، لكن الحسابات كانت خاطئة ورد الفعل الإسرائيلي كان قويًا جدًا ومتوقع جدًا في مثل حالات مماثلة، بالتالي الشعب الفلسطيني الذي جاع وشرد وقتل وهجر، يعتبر أن "حماس" مسؤولة عما حدث".

(المشهد)