scrollTop

بريطانيا - عام على حكم ستارمر: فشل في قضايا الهجرة والصحة

حزب العمال بقيادة كير ستارمر حقّق فوزا ساحقا في الانتخابات البريطانية (رويترز)
حزب العمال بقيادة كير ستارمر حقّق فوزا ساحقا في الانتخابات البريطانية (رويترز)
verticalLine
fontSize

مرّت سنة كاملة منذ أن حقق حزب العمال بقيادة كير ستارمر فوزا ساحقا في الانتخابات البريطانية، أطاح فيه بالمحافظين بزعامة ريشي سوناك، وحصل على أغلبية تاريخية بلغت 174 مقعدا في البرلمان.

على مدار هذا العام، أعاد ستارمر وحزبه مرارًا وتكرارًا صياغة قائمة الأهداف والوعود التي تعهدوا بتحقيقها خلال فترة حكمهم، لكن التنفيذ العملي لا يزال متواضعا في العديد من الملفات الحيوية، وفقا لتحليل شبكة سكاي نيوز البريطانية الذي قيّم أداءه خلال عام كامل من خلال النقاط التالية:

أداء الاقتصادي البريطاني

من حيث الاقتصاد، حقّق العمال تقدما في رفع الدخل المتاح للأسر البريطانية، حيث ارتفع بمقدار 144 جنيهًا إسترلينيًا خلال أول 6 أشهر من ولايتهم، وهو أسرع تحسن منذ عام 1954. ورغم تراجع هذا الرقم لاحقا إلى 81 جنيها، إلا أنه لا يزال ثاني أفضل أداء تاريخيا بعد فترة حكم مارغريت تاتشر الثالثة.

لكن التضخم، الذي كان قد انخفض إلى 2% بنهاية حكم سوناك، عاود الارتفاع تدريجيا ليصل إلى 3.4% في مايو الماضي، ما قد يهدد مستقبل هذا التحسن الاقتصادي، خصوصا مع تباطؤ سوق العمل وارتفاع الضرائب على الشركات.

الهجرة غير الشرعية عبر القنال

من أبرز وعود ستارمر كان القضاء على شبكات تهريب البشر عبر القنال الإنجليزي. إلا أن الأرقام تشير إلى فشل واضح: أكثر من 44 ألف شخص عبروا في قوارب صغيرة إلى بريطانيا خلال عام العمال الأول، بزيادة قدرها 40% عن العام السابق، محققين رقما قياسيا جديدا.

وعلى الرغم من أن الحكومة عزت ذلك جزئيا إلى تحسن الطقس، إلا أن البيانات أظهرت ارتفاع الأعداد حتى في الأيام ذات الأحوال الجوية السيئة.

أزمة الصحة في بريطانيا

تعهد العمال بخفض نسبة المرضى الذين ينتظرون أكثر من 18 أسبوعًا للعلاج في هيئة الصحة الوطنية (NHS) إلى أقل من 8% بحلول الانتخابات المقبلة. إلا أن النسبة لا تزال مرتفعة عند 40.3%، بانخفاض طفيف عن نسبة 41.1% حين استلموا السلطة.

انتشار الجريمة

وعد الحزب بتقليص الجرائم العنيفة إلى النصف خلال 10 سنوات. البيانات تظهر انخفاضًا بنسبة 1% فقط خلال الأشهر الستة الأولى، مع تسجيل 1.1 مليون جريمة عنف، وهو تحسن طفيف لا يرتقي لحجم الوعود.

بناء المساكن

تعهد العمال ببناء 1.5 مليون منزل جديد خلال الولاية البرلمانية الحالية. ولكن مؤشرات إصدار شهادات أداء الطاقة، التي تعكس بناء المنازل، تظهر تراجعًا في عدد الوحدات الجديدة إلى أدنى مستوى منذ 2015-2016. إذا استمر هذا الأداء، سيحتاج الحزب لمضاعفة الجهود في السنوات المقبلة.

الطاقة النظيفة

الهدف هو الوصول إلى 95% من إنتاج الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030. رغم رفع الحظر عن طاقة الرياح البرية وإطلاق مشاريع جديدة، إلا أن نسبة الطاقة المتجددة لم ترتفع سوى من 54% إلى 55% خلال عام، وهو تحسن محدود.

النمو الاقتصادي والضرائب

رغم أن الاقتصاد البريطاني نما أسرع من فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، إلا أنه لا يزال خلف الولايات المتحدة وكندا. في الربع الأول من 2025، تصدرت بريطانيا النمو مؤقتا، لكن الصورة العامة لا تزال بعيدة عن وعد ستارمر بتحقيق أسرع نمو في مجموعة السبع.

ومن جهة أخرى، وعدت الحكومة بعدم رفع الضرائب أو زيادة الاقتراض. لكن خبراء الاقتصاد يرون أن الوضع المالي الهش قد يجبر الحكومة على التراجع عن هذا الوعد مع حلول ميزانية الخريف، خصوصا بعد تعثر تمرير إصلاحات الرعاية الاجتماعية.


(ترجمات)

تعليقات
سجّل دخولك وشاركنا رأيك في الأخبار والمقالات عبر قسم التعليقات.