scrollTop

exclusive
 حزب إيلون ماسك.. يقلب قواعد واشنطن ويهدّد نفوذ ترامب

حزب إيلون ماسك الجديد رد على تمرير قانون الضرائب (رويترز)
حزب إيلون ماسك الجديد رد على تمرير قانون الضرائب (رويترز)
verticalLine
fontSize
هايلايت
  • هل اقتربت أميركا من نهاية حكم الحزبين؟
  • هل يكسر الملياردير قواعد السياسة في واشنطن؟
  • ما هي الفئة التي يستهدفها ماسك وما حظوظ نجاح حزبه؟   

بعد إطلاق استطلاع لطلب آراء متابعيه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، حول رغبتهم في رؤية بديل عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أعلن الملياردير إيلون ماسك إطلاق حزبه السياسي تحت تسمية "حزب أميركا".

الخطوة التي اتخذها ماسك ردًا على تمرير قانون الضرائب والموازنة، أو "القانون الكبير والجميل" كما يصفه ترامب، تُطرح تساؤلات حول قدرة الملياردير الأميركي من أصول جنوب إفريقية، على تغيير قواعد اللعبة السياسية في واشنطن، التي حافظت على نظام الحزبين منذ تأسيس الولايات المتحدة الأميركية قبل 250 عامًا، وتصدت لكل محاولات مشاركتها في حكم البلاد.

حزب ماسك الجديد

يبدو الأميركيون مُتمسكين بانتماءاتهم الحزبية واعتقاداتهم السياسية، وحتى داخل الأسرة الواحدة، يظهر الانقسام والتعصب بين الجمهوري والديمقراطي، لكنّ هذه الخطوط الحزبية، وخلال السنوات الأخيرة، بدأت تتغير باستمرار وبطرق غريبة وجديدة. حيث أصبح الجمهوريون الذين نشأوا في ظل الحزب الكبير والعريق – الجمهوري - أو كما يُسمى في الولايات المتحدة " The Old Grand Party"، يستغربون الشكل الجديد لحزبهم الذي تلوّن بلون حركة ترامب، "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا".

كما أصبحت شريحة واسعة من الديمقراطيين، الذين هللوا لإعلان الرئيس بيل كلينتون انتهاء عصر الـ"Big Government" أو الحكومة المتحكمة في كل شيء، كيف يُعقل أن يُصبح الاشتراكي زهران ممداني مرشح حزبهم لمنصب عمدة مدينة نيويورك.

بين الجمهوري والديمقراطي

وبعيدًا عن التغييرات الحاصلة في نسيج الحزبين الحاكمين، وتناطح أتباعهما، تتشكل شريحة أوسع من كل منهما، وتعتبر نفسها مستقلة، فحسب إحصاءات نشرها مركز " غالوب "، في نوفمبر 2024، فإنّ هذه الفئة في تزايد مستمر، حيث يعرّف 40% من الأميركيين عن أنفسهم بأنهم مستقلون، مقابل 29% يقولون إنهم ديمقراطيون، و30% يؤكدون انتماءاتهم للحزب الجمهوري.

وهذه الفئة الآخذة في التزايد، هي التي يُعوّل على استقطابها رجل الأعمال إيلون ماسك، فقد قال صراحة إنّ حزبه يطمح لاحتضان الأميركيين المستقلين سياسيًا، والمشاركة في الحكم الذي يستأثر به الجمهوريون والديمقراطيون على مدار قرنين ونصف قرن.

لكنّ فكرة إنشاء حزب ثالث ليست بالأمر الجديد، فهناك أحزاب عديدة في الولايات المتحدة الأميركية، مثل حزب الخضر، والليبرتاري، والدستور، والشعب وغيرها من الأحزاب، التي فشلت كلها بسبب النظام الانتخابي المصمم لدعم حزبين فقط، و"الفائز منهما يحصد كل شيء"، فهل ينجح حزب ماسك في ما فشلت فيها كل هذه الأحزاب وغيرها مجتمعة؟

نقاط قوة إيلون ماسك

‏تُعدد نائب رئيس معهد الشرق الأوسط للدراسات، رقية سويدان نقاط قوة إيلون ماسك، فالرجل على حد قولها لـ"المشهد"، مشهور، ثري، وذو نفوذ كبير، ودخل كل بيت أميركي، عبر القنوات الوطنية، من خلال دعمه لترامب في الانتخابات، ومنصبه السابق كقائم على وزارة الكفاءة، وهي شهرة ضرورية لا يحققها السياسيون في بلد كبير كالولايات المتحدة بسهولة.

لكن هل هذا كافٍ؟ تتساءل سويدان، مشيرة إلى صعوبة اللعبة السياسية في واشنطن، والأعداء الذين صنعهم ماسك في الجانبين الجمهوري، بخلافه مع الرئيس حول قانون الموازنة الجديد الذي يجرده من مزايا وحوافز حكومية كبيرة، والديمقراطي بعد أن دعم ترامب ضدهم خلال الرئاسيات السابقة في ولاية بنسلفانيا، التي تعدّ أحد أهم مفاتيح البيت الأبيض.

علاوة على ذلك، ترتفع الأصوات وسط قادة حركة الرئيس الأميركي "ماغا"، مطالبة بالتحقيق في كيفية حصوله على الجنسية الأميركية عام 2002 – ما يعني أنه لا يمكن أن يكون رئيسًا لأنه غير مولود في الولايات المتحدة - وترحيله من البلاد إذا ثبت أنه تحايل للحصول عليها، كما تحدث الرئيس دونالد ترامب بنفسه عن احتمال توجيه وزارة الكفاءة الحكومية للتحقيق في المزايا والتسهيلات الفيدرالية، التي مُنحت لإيلون ماسك من قبل الديمقراطيين لتشجيع صناعة السيارات الكهربائية.

ومع ذلك، تعتقد رقية سويدان أنّ امتلاك ماسك لمنصة كبيرة بحجم "إكس"، وحيازته على موارد مالية وفيرة، إن لم يمكنه من تهديد وجود الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة، خصوصًا وأنّ المال هو وقود السياسة الأميركية وبطاريّتها، فقد يسمح له بتشتيت الأصوات وخطف بعض المقاعد، لكنّ السؤال الصعب الذي سيُطرح بعد نجاحه وإرسال ممثلي حزبه للكونغرس هو كالآتي: هل يستطيع الملياردير فعل شيء في واشنطن المقاومة للتغيير؟

  

(المشهد)

تعليقات
سجّل دخولك وشاركنا رأيك في الأخبار والمقالات عبر قسم التعليقات.