تواصلت، لليوم الثالث على التوالي، موجة الحرائق الضخمة التي تضرب مناطق عدة في ريف اللاذقية، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الكارثة البيئية والإنسانية، بعد احتراق أكثر من 5600 هكتار من الأراضي الزراعية والغابات، بحسب وزير الطوارئ والكوارث في سوريا، رائد الصالح. فما سبب حرائق اللاذقية؟
سبب حرائق اللاذقية
وأوضح الصالح أنّ سرعة الرياح وارتفاع درجات الحرارة أسهما في تمدد النيران، مشيرًا إلى أنّ فرق دعم من محافظات عدة، أُرسلت لتعزيز جهود الإطفاء، وسط صعوبات كبيرة تواجهها الفرق بسبب طبيعة التضاريس، وبُعد مصادر المياه، ووجود ألغام ومخلفات حرب، خصوصًا في محيط بلدات مثل قسطل معاف وربيعة.
تنظيم "أنصار السنة" سبب حرائق اللاذقية
وأعلن تنظيم "أنصار السنة" عبر قناته على تليغرام مسؤوليته عن إشعال الحرائق في منطقة القسطل بريف اللاذقية، قائلُا: "بعون الله تعالى، أحرق مجاهدو سرايا أنصار السنة غابات القسطل بريف اللاذقية يوم 8 محرم، ما أدى لتمدد الحرائق إلى مناطق أخرى، ونزوح النصيرية من منازلهم، وتعريض عدد منهم للاختناق، ولله الحمد".
"فلول النظام" سبب حرائق اللاذقية
على مواقع التواصل الاجتماعي، تداولت صفحات محلية مقطع فيديو يزعم أنه يُظهر شخصًا من "فلول النظام السابق" يشعل الحرائق في غابات الساحل السوري، مع تعليق يدّعي أنّ الجيش التركي رصد الحادثة من منطقة كسب.
إلا أنّ منصة "تأكد" كشفت أنّ الفيديو مضلل ومصوّر في منطقة فوشا بولاية إزمير التركية، ويُظهر استخدام تقنية "النار المضادة"، وهي طريقة علمية لوقف تمدد الحرائق، بحسب المديرية العامة للغابات في تركيا.
وأعلن منير مصطفى، مدير الدفاع المدني السوري، استنفار 62 طاقمًا للإطفاء منذ مساء الخميس الماضي، معظمهم من فرق الغطاء الحراجي، مشيرًا إلى أنّ السيطرة الجزئية تحققت على بعض البؤر، لكنّ سرعة الرياح أعادت إشعال النيران.
كما نبّه إلى وجود مخلفات متفجرة في بعض المناطق المتضررة، ما يعقّد عمليات الإطفاء ويزيد من المخاطر على فرق الطوارئ، مؤكدًا أنّ الخسائر طالت الغابات والمزروعات والممتلكات الخاصة، بينما تتولى محافظة اللاذقية عمليات الإجلاء للسكان.
غرفة عمليات ميدانية
أعلن الوزير الصالح عن تشكيل غرفة عمليات ميدانية مشتركة تضم منظمات سورية فاعلة، لتأمين صهاريج المياه، وتنظيم فرق تطوعية مدرّبة، وتوفير آليات ثقيلة لفتح خطوط النار وتطويق النيران.
وبدأت فرق تركية بالمشاركة في عمليات الإطفاء، عبر طائرتي مروحية و11 آلية (منها 8 سيارات إطفاء و3 صهاريج مياه)، فيما أعلنت الأردن استعدادها لإرسال فريق بري وطيران إطفاء، بعد تنسيق مباشر مع وزارة الخارجية السورية.
وفي تغريدة عبر "إكس"، شكر الوزير الصالح تركيا على دعمها، ووجّه التعازي بوفاة 2 من رجال الإطفاء الأتراك في حرائق مدينة إزمير.
(وكالات)