أثارت شخصية ياسر أبو شباب جدلا واسعا في غزة، بعدما وصفته "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" بأنه "خائن مأجور" وهددت بإهدار دمه وكل من انضم إلى صفه، متهمة إياه بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.
من هو ياسر أبو شباب؟
ياسر أبو شباب، شاب في أوائل الثلاثينيات من عمره، ينتمي لعائلة بدوية معروفة جنوب قطاع غزة.
كان في السجن التابع لـ"حماس" بتهمة تهريب المخدرات يوم 7 أكتوبر 2023، لكنه أُطلق سراحه مع بدء التصعيد العسكري الإسرائيلي.
ومنذ ذلك الحين، ظهر كـ"قائد أمني" لمجموعة تُعرف باسم "القوات الشعبية"، وتزعم حماية قوافل المساعدات الإنسانية في مناطق جنوب غزة، لا سيما قرب معبر كرم أبو سالم.
بحسب تقارير شبكة "CNN"، تقول مصادر إسرائيلية إن ياسر أبو شباب يتزعم ميليشيا محلية مدعومة بالسلاح من الجيش الإسرائيلي في إطار سياسة جديدة تهدف إلى مواجهة نفوذ حركة "حماس" في غزة.
ورغم نفي أبو شباب المتكرر لأي علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، وتأكيده أن "معداتهم بدائية ومحلية"، فإن فصائل "المقاومة" تصفه بـ"أداة إسرائيلية" وتنفي عنه أي صفة وطنية.
اتهام ياسر أبو شباب بالخيانة
في بيان شديد اللهجة صدر يوم الأحد، وصفت الغرفة المشتركة ياسر أبو شباب وعصابته بأنهم "ثلة خارجة عن صف الوطن ومنزوعة الهوية الفلسطينية بالكامل"، مضيفة: "لن نرحم الخائن أبو شباب ومن سلك مسلكه بمعاونة الاحتلال… ودمهم مهدور من جميع فصائل المقاومة".
وسط انهيار قبضة "حماس" الأمنية، وانتشار الفوضى، ظهرت مجموعات مسلحة تتنافس على السيطرة على طرق الإمداد وقوافل المساعدات.
يقول ياسر أبو شباب إنه وقواته "متطوعون لحماية المساعدات من النهب"، بينما تتهمه "حماس" ومراقبون باستخدام المساعدات كغطاء للهيمنة والنفوذ والتعاون الأمني.
وكانت أصدرت عائلة أبو شباب بيانا تبرأت فيه منه بشكل كامل، معلنة: "لا مانع لدينا من تصفيته فورا، ودمه مهدور".
وهو ما نفاه أبو شباب لاحقا، واعتبر البيان "مفبركا وكاذبا ضمن حملة تشويه ممنهجة".
محاولات اغتيال ياسر أبو شباب
كشفت مصادر أمنية ومحللون أن "حماس" حاولت اغتيال ياسر أبو شباب مرتين سابقا، وأنها قتلت شقيقه، في إطار عمليات أمنية لملاحقة المجموعة التي يقودها.
ويؤكد أبو شباب أن مجموعته "دفعت ثمنا باهظا"، مشيرا إلى مقتل عدد من أفراده أثناء حراستهم لقوافل المساعدات.
في 4 يوليو 2025، أصدرت المحكمة الثورية في غزة مذكرة تطالب ياسر أبو شباب بتسليم نفسه خلال 10 أيام، وإلا سيُحاكم غيابيا باعتباره "فارا من العدالة".
وقد وُجّهت إليه 3 تهم رئيسية:
- الخيانة والتخابر مع جهات معادية (المادة 131).
- تشكيل عصابة مسلحة (المادة 176).
- العصيان المسلح (المادة 168).
تشير تقارير إلى أن ياسر أبو شباب يختبئ داخل المناطق الشرقية من محافظة رفح، في مناطق تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، ما يعزز الاتهامات ضده بالتعاون معه.
(المشهد)