ليبيا الان

رحلة الموت والهروب.. سودانيون يفرون من جحيم الحرب

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

كانت سلمى آدم تعيش حياة هادئة في أحد أحياء الخرطوم، تعمل في التجارة الصغيرة، وتربي ابنها الوحيد في كنف أسرة متماسكة. لم تتوقع يومًا أن يتحول منزلها إلى هدف لعصابات النهب المسلح، وأن تصبح هي ذاتها لاجئة بلا مأوى.

“كنا نعيش بأمان حتى أطلقت أولى الرصاصات” تقول سلمى، وهي تستذكر اللحظة التي دُمرت فيها حياتها بالكامل. فمع اندلاع الاشتباكات العنيفة في السودان، لم تعد الخرطوم كما كانت، وصار البقاء فيها مغامرة محفوفة بالموت.

لم يكن أمامها خيار سوى الهروب، تمامًا كما فعل الآلاف قبلها، باتجاه الحدود الليبية. تحكي عن رحلتها فتقول: “السيارة التي حملتنا عبر الصحراء كانت مصممة لتسعة أشخاص، لكننا كنا سبعة عشر!”.

كانت الشمس تحرق الأجساد، والماء شحيحًا، حتى تعطلت المركبة ذات ليلة، ليجد الركاب أنفسهم في العراء، محاطين بالخوف من اللصوص والعطش القاتل. “خشيت أن أموت هناك” تضيف سلمى، “لكننا كنا محظوظين، فقد تم إنقاذنا بعد ساعات طويلة من الانتظار واليأس”.

وصلت مناهل إلى الكفرة، حيث وجدت أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين، يتكدسون في ظروف معيشية قاسية، بلا مأوى أو مصدر رزق. لم يكن البقاء في المدينة ممكنًا، فتوجهت إلى طرابلس على أمل العثور على فرصة أفضل.

لكن واقع الحال كان صادمًا. “ظننت أن ليبيا ستكون بداية جديدة.. لكنها كانت صدمة”، تقول بحسرة. فالعمل نادر، والإيجارات مرتفعة، والخوف من الاعتقال أو الاعتداء يرافقها في كل لحظة.

بعد شهور من التأقلم مع هذه الحياة الصعبة، تعرضت سلمى لحادث سير مروع، كُسرت ساقها واضطرت للمكوث طويلاً دون علاج كافٍ. “تعرضت لحادث مروع ولم أجد من يعوضني”، تحكي بألم. أما ابنها، فقد أصبح تعليمه حلمًا مستحيلًا، مع انعدام المدارس التي تستقبل اللاجئين.

“ابني لا يستطيع الدراسة.. كأن المستقبل أغلق أبوابه أمامنا”، تقول بمرارة. وبينما تحاول لملمة حياتها من جديد، لا تزال سلمى آدم عالقة في دوامة اللجوء، حيث لا طريق للعودة ولا أمل واضح في المستقبل.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24