المشهد اليمني

عن صديقي المهاجر للإكوادور

السبت 9 يونيو 2018 03:38 مـ 26 رمضان 1439 هـ

صديقي إعلامي يمني معروف مستقر هنا في القاهرة منذ سنوات حدثني مؤخرا عن رغبته في الهجرة مع أسرته إلى الإكوادور لم أصدق في البداية وظننته يمزح واذا بالأمر جد وأن صاحبي قد حجز في رحلة الطيران فعلا وسوف يسافر عقب عيد الفطر كما أخبرني عن نيته في شراء بيت وقطعة أرض والاستقرار في الإكوادور لو اعجبه الوضع هناك .

رحلته هذه ستكون استطلاعية فحسب وإن ناسبه الوضع واعجبه الجو سوف يستقر هناك.

قال " هناك زحام شديد على رحلات الطيران للإكوادور وبصعوبة وجدت مقعد بعد شهر ونصف وبمبلغ 1500 دولار " .

قلت في نفسي: انا لي ثلاثة أشهر بالقاهرة وأرى نفسي في غربة والرجال بايستقر في اقصى الارض. !

زميل آخر أخبرني انه كان شاهدا على هجرة مجموعة كبيرة من الشباب اليمنيين إلى الإكوادور .

كما فاجئني أكاديمي يمني معروف ويعمل بإحدى الجامعات في إحدى المناطق المحررة بأنه عرضت عليه فكرة السفر إلى الاكوادور لكنه لم يتقبلها قال لي : " الناس هناك يتحدثون الإسبانية والبلد رغم قبوله باليمنيين بدون تأشيرة لا يمتلك عوامل جذب مغرية لامثالي هو بلد لا يختلف كثيرا عن بلدان العالم النامي لكن فيه أمن واستقرار وترحيب باليمنيين.

في الاكوادور الآن حوالي الفين يمني ومؤكد هناك موجات جديدة من اليمنيين ستتدفق على هذا البلد كما ستتدفق على بلدان أخرى فالوضع باليمن معقد و " عاده مطول " كما يقال .

في الإكوادور تفتح الدولة ابوابها لليمنيين الفارين من جحيم الحرب تعلمهم لغتها الإسبانية وتعطيهم الجنسية بعد 5 سنوات من الإقامة وتوظف من كان منهم مؤهلا ويمتلك وشهادات بحسب استطاعتها .

هنا في القاهرة أكثر من 50 ألف يمني قدموا ملفات لجوء في منظمة الهجرة الدولية ومنظمات ذات العلاقة وحتى الان من تم قبولهم وسافروا هم عدد قليل جدا لا يتعدى المئات وهناك حالات قليلة ونادرة طلبتها دول اوربية بسبب وضعها الاستثنائي .

في الأسابيع الماضية وصل مجموعة من اليمنيين إلى أسبانيا وتم قبولهم كلاجئين سافروا إلى المغرب ومن هناك تيسرت لهم الأمور للرحلة إلى الأندلس القديم .

شخصيا أعرف مجموعة من الشباب المتدينين ذهبوا لدول مثل السويد والنرويج ليعملوا خطباء وأئمة للمسلمين في صلاة التراويح برمضان وقدموا طلبات لجوء وتم قبولها .

نحن أبناء اليمن الموزعون في المنافي تفرقنا أيدي سبأ وتشردنا في كل بلد وصار البعض منا يبحث عن الاستقرار ولو في الإكوادور .

الله لا سامح اللي كانوا السبب.