المشهد اليمني

 رسالة ” واتس آب” تدخل يمني بالسعودية السجن وتفصله من عمله وتهديد بترحيله مع عائلته

 

 

قلبت رسالة " واتس آب" حياة مقيم يمني في السعودية راسا على عقب، وتسببت في دخوله السجن ، والفصل من عمله كمندوب مبيعات في احدى الشركات ، مع تهديد بترحيله هو وأفراد عائلته من المملكة بشكل نهائي، واتصل بي وهو يبكي بحرقة ، واخبرني عما حدث له وماذا عليه ان يفعل .

 

 

 

ادركت ان ما حدث له كان بسبب الغضب الشيطاني الذي سيطر عليه ودفعه لكتابة رسالة مليئة بالشتائم واللعنات والكلام البذيء ، الذي يطال الشرف والعرض، وبلغت الرسالة من الكلام السيء انني استحيت من إتمام قراءتها، وطبعا بدلا من ان يبعثها لأحد زملائه في الشركة بسبب مضايقته له ، بعثها الى صاحب الشركة التي يعمل فيها عن طريق الخطأ ولم يعلم بالامر الا بعد ان وقع الفأس في الرأس ، وفصل من عمله ودخل السجن ، وتوعده الكفيل بالترحيل من المملكة هو وعائلته .

 

 

نصحته ان يتواصل مع زملائه الذين لهم صلة طيبة بالكفيل ورب العمل وصاحب الشركة، للتوسط واقناعه انها لم تكن موجهة اليه ، وانه يستحيل ان يقدم على تلك الخطوة ضد رب عمله خاصة وانه حسن التعامل مع الجميع ، وبالفعل نجحت الوساطة واقتنع رب العمل فتنازل عن القضية وخرج من السجن وعاد الى عائلته .

 

 

لكن رب العمل ، او الكفيل رفض السماح له بالعودة الى عمله ، ومنحه مهلة زمنية لنقل كفالته ، والعمل في مكان اخر ، وقال له احد زملائه الذي كان وسيطا طيبا، ان صاحب الشركة مستاء جدا من رسالته ، وانه لا يشرفه ان يعمل لديه شخص بهذه الاخلاق والسلوكيات ، وانه اشفق عليه رأفة بأولاده وزوجته ، لكنه لا يريد رؤيته في الشركة مرة اخرى .

 

 

 

أعجبتني ردة فعله ، فلم يكن غاضبا من كفيله ، بل واعتبر انه قام بأمر نبيل وكريم واخذ يلوم نفسه ، ويقول ان الغضب اعماه وسيطر عليه بحيث انه حتى لم يتأكد هل ذهبت الرسالة الى الشخص المعني ام الى جهة أخرى ، فقلت له ان العجلة من الشيطان ، وان الخيرة فيما اختاره الله ، وعليه ان يتوقف عن الشتائم والتجريح ، وان هذا درسا قاسيا عليه ان يتعلم منه جيدا.