الحوثيون يستغلون يوم القدس لتبرير التصعيد العسكري وإشعال الصراع الإقليمي

في خطاب عدائي جديد يعكس إصرار المليشيات الحوثية على التصعيد وزعزعة الأمن الإقليمي، ألقى زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك بدر الدين الحوثي، الخميس، كلمة بمناسبة يوم القدس العالمي، أعلن خلالها عن توجه الجماعة لتعزيز قدراتها العسكرية العدوانية.
وكعادته، حاول الحوثي استغلال المناسبة لتبرير سياساته التخريبية، مؤكداً أن الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع الجماعة لن تؤثر على مسارهم العدواني، بل ستزيد من تصميمهم على تطوير أسلحتهم الهجومية.
تصعيد خطير وتهديد للأمن الإقليمي
في خطوة تؤكد الطبيعة العدوانية للحوثيين، أكد زعيم الجماعة أن مليشياته تعمل على تطوير تقنيات هجومية ودفاعية بشكل مستمر، في تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي والقوانين الدولية.
وأشار إلى أن الجماعة تسعى لاستهداف القطع البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، ما يعكس نواياهم العدائية واستمرارهم في تهديد حرية الملاحة الدولية، وهي سياسة أدت إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وعرقلة التجارة العالمية.
فشل أمريكي أم تصعيد حوثي؟
وفي محاولة منه للتغطية على فشل الجماعة في تحقيق أي انتصار سياسي أو عسكري حقيقي، ادعى الحوثي أن استقدام الولايات المتحدة لحاملة طائرات جديدة إلى المنطقة يعكس حالة من "العجز الأمريكي".
هذا الادعاء لا يعدو كونه محاولة بائسة لتضليل أتباعه، حيث إن التحركات الأمريكية جاءت رداً على السلوك العدواني للحوثيين، الذين استهدفوا السفن التجارية في المياه الدولية، مما دفع واشنطن للتدخل لحماية المصالح الدولية.
تطوير الأسلحة... تهديد مباشر
ركز الحوثي في كلمته على ما وصفه بـ"التطور المستمر" في القدرات العسكرية للجماعة، متباهياً بتطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى تعزيز القدرات البحرية.
هذه التطورات ليست سوى انعكاس لدعم النظام الإيراني للحوثيين، الذي يستخدم الجماعة كأداة لتنفيذ أجندته التخريبية في المنطقة.
ومع ذلك، فإن هذه الخطوات تمثل تهديداً مباشراً ليس فقط لليمن ولكن للمنطقة بأكملها، حيث تستخدم الجماعة هذه الأسلحة لاستهداف المدنيين والبنية التحتية.
رسائل تحذيرية أم تهديدات إرهابية؟
وجّه الحوثي رسالة تحذيرية إلى الولايات المتحدة وحلفائها، مهدداً باستهداف أي أهداف يعتبرونها تهديداً لهم. وهذه الرسائل ليست سوى تعبير عن النهج الإرهابي الذي تتبعه الجماعة، التي لا تتردد في استخدام العنف لتحقيق أهدافها السياسية.
وأكد أن "التصعيد العسكري الأمريكي" لن يثنيهم عن مواصلة عملياتهم العدائية، في إشارة واضحة إلى أن الجماعة تسعى لتحويل اليمن إلى ساحة صراع إقليمي.
استغلال يوم القدس لتبرير العدوان
استغل الحوثي مناسبة يوم القدس العالمي لإعادة التأكيد على موقف الجماعة الداعم للقضية الفلسطينية، لكنه في الواقع يستخدم هذه القضية الإنسانية كغطاء لأجندته التوسعية. فالحوثيون، بدعمهم الإيراني، يسعون إلى تصدير نموذجهم الطائفي إلى دول المنطقة، مستخدمين شعارات دينية لتبرير سياساتهم العدائية.
وأكد في كلمته أن "مواجهة أمريكا وإسرائيل" هي جزء من "الواجب الديني"، وهو خطاب يهدف إلى تجييش أتباعه واستمرار سيطرتهم على المناطق التي يحتلونها.
ختام الكلمة... استمرار التصعيد
اختتم الحوثي كلمته بالتأكيد على أن الجماعة ستواصل بناء قوتها الذاتية، ولن تخضع لأي ضغوط خارجية. هذه التصريحات ليست سوى دليل على أن الحوثيين يرفضون كل مبادرات السلام، ويفضلون استمرار الحرب لتحقيق مصالحهم الشخصية.
كما دعا أتباعه إلى دعم الجبهات الداخلية، في محاولة لتجنيد المزيد من الشباب اليمني واستخدامهم وقوداً لحربه العبثية.
موقف واضح ضد الحوثيين
تصريحات الحوثي تؤكد مرة أخرى أن الجماعة لا تزال تشكل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة. وعلى المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً حازماً تجاه هذه المليشيات الإرهابية، وأن يعمل على دعم الجهود الرامية لإنهاء سيطرتهم وعودة الشرعية إلى اليمن.
فلا يمكن تحقيق السلام في المنطقة دون وضع حد للسلوك العدواني للحوثيين وداعميهم الخارجيين.