المشهد اليمني

تقارب أمريكي إيراني.. هل يوقف واشنطن عن ضرب الحوثيين في اليمن؟ (تحليل)

الثلاثاء 15 أبريل 2025 11:26 صـ 17 شوال 1446 هـ
تقارب ايراني امريكي
تقارب ايراني امريكي

يثير التقارب الأخير بين الولايات المتحدة وإيران، والذي تجلى في حوارات مسقط برعاية عمانية وبترحيب إقليمي، تساؤلات ملحة حول مستقبل العمليات العسكرية الأمريكية ضد جماعة الحوثيين في اليمن. فهل ستؤدي هذه التطورات الإيجابية بين الخصمين اللدودين إلى تخفيف حدة التصعيد في البحر الأحمر ووقف الضربات الجوية الأمريكية على مواقع الحوثيين؟

على الرغم من الإشارات الإيجابية الصادرة عن طهران وواشنطن، ودعم دول المنطقة للدبلوماسية والحوار لحل القضايا العالقة، تشير الوقائع على الأرض إلى استمرار النهج التصعيدي للحوثيين , فمنذ حروب صعدة مرورًا بالانقلاب على السلطة عام 2014، وصولًا إلى عمليات القرصنة في البحر الأحمر وإعاقة الملاحة في مضيق باب المندب الحيوي، تواصل الجماعة المدعومة من إيران زعزعة الاستقرار الإقليمي. وقد تكبدت دول عربية، على رأسها اليمن ومصر (بخسائر تقدر بسبعة مليارات دولار)، والسعودية والإمارات، خسائر فادحة جراء هذه الأعمال "الإرهابية".

ورغم أن البعض يتوقع تخلي إيران عن الحوثيين في نهاية المطاف، إلا أن التصريحات الأمريكية تربط عملياتها العسكرية في اليمن بوقف تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية وإسرائيل، نافيةً أي نية للإطاحة بالجماعة أو التدخل في الحرب الأهلية اليمنية.
وفي المقابل، يربط زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي هجماته بإنهاء الحرب على غزة وإدخال المساعدات إليها، وهو ما تستغله إسرائيل لتبرير عملياتها العسكرية في القطاع، مدعيةً الدفاع عن نفسها في وجه "الإرهاب".

وبناءً على هذا الترابط الذي فرضه الحوثيون، يبدو من غير المرجح أن تتوقف عملياتهم في البحر الأحمر حتى مع التقارب الأمريكي الإيراني. فالقضية الفلسطينية تمثل ركيزة أساسية في خطاب الجماعة وسعيها لكسب تأييد محلي وعربي. في المقابل، تخشى الحكومة الشرعية اليمنية من أي تحركات عسكرية قد تستغلها الحوثيون لتجنيد المزيد من الأنصار أو لعرقلة أي تقدم للجيش الوطني. وعليه، من المرجح أن يستمر الوضع الراهن من الهجمات الحوثية والرد الأمريكي عليها، بغض النظر عن مسار الحوارات الأمريكية الإيرانية.