المشهد اليمني

من التهميش إلى الريادة.. ناشط يتحدث عن حضرموت وسعيها لتحقيق نقلة نوعية

الإثنين 28 أبريل 2025 02:58 صـ 1 ذو القعدة 1446 هـ
حضرموت
حضرموت

في تصريح لافت يعكس رؤية واعية للشأن الحضرمي، أكد السياسي عادل الكثيري أن حضرموت تشهد منعطفًا نوعيًا على الصعيد السياسي قد يؤسس لمرحلة استثنائية إذا ما نُظمت الجهود بوعي جماعي.

وأشار الكثيري، الذي ينشط في متابعة الشأن الحضرمي عن كثب، إلى أن هذه التحولات تأتي بعد عقود من التهميش والانقسامات، حيث بدأت ملامح إرادة محلية واعية بالتبلور، تعكس رغبة جادة في تجاوز إرث الماضي وبناء رؤية مستقبلية تجمع بين الهوية الحضرمية الأصيلة ومتطلبات العصر.

تحولات سياسية واعدة

أكد الكثيري أن الطريق نحو الاستقرار السياسي في حضرموت لا يزال يحتاج إلى خطوات عملية تعزز الحوكمة المحلية وتشرك الشباب والكفاءات في صناعة القرار.

ومع ذلك، أشار إلى وجود مؤشرات إيجابية مشجعة، مثل الحوارات المجتمعية المكثفة وبروز مبادرات شبابية فاعلة، والتي تنبئ بإمكانية تحقيق نقلة نوعية.

وأوضح أن الاستقرار السياسي سيتيح لحضرموت فرصة تاريخية للاستفادة من طاقاتها الاقتصادية الكامنة، التي تتراوح بين الزراعة الواعدة في واديها الخصب، والثروة السمكية على سواحلها الغنية، وصولاً إلى السياحة الدينية والثقافية التي تزخر بها المنطقة، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي كجسرٍ بين آسيا وإفريقيا.

رؤية اقتصادية شاملة

شدد الكثيري على أن حضرموت تملك مقومات اقتصادية هائلة يمكن أن تكون رافعة أساسية لتنمية المنطقة ونهضتها.

وأكد أن التركيز على القطاعات الاقتصادية التقليدية كالزراعة والصيد البحري، بالإضافة إلى الاستثمار في السياحة الثقافية والدينية، سيساهم في تحويل حضرموت إلى مركز اقتصادي مهم في المنطقة.

كما أشار إلى أهمية تعزيز البنية التحتية والاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمنطقة، الذي يجعلها وجهة استثمارية وتجارية محورية.

تعزيز الأمن عبر شراكة مجتمعية

على الصعيد الأمني، دعا الكثيري إلى تعزيز الشراكة بين القبائل وأجهزة الدولة، مع الاستفادة من التجارب الناجحة لدول الجوار في بناء نموذج أمني مستدام.

وأوضح أن "الحوكمة القبلية" الرشيدة، التي تجمع بين العرف والعصرنة، يمكن أن تكون أحد الأدوات الرئيسية لتحقيق الاستقرار الأمني.

وأكد أن هذا النموذج قادر على تحقيق التوازن بين القيم التقليدية والاحتياجات الحديثة، مما يعزز الثقة بين المواطنين والأجهزة الأمنية.

كتابة سردية جديدة لحضرموت

لفت الكثيري إلى حالة التيه التي عاشتها حضرموت قبل 13 عامًا، حيث غاب الرؤية الموحدة، وهيمنت قوى خارجية على القرار المحلي، وتفكك النسيج الاجتماعي تحت وطأة الصراعات الشخصية.

وأشار إلى أن الحضارم اليوم بدأوا في كتابة سرديتهم الخاصة، مستفيدين من دروس الماضي ومدركين أن تحرير الإرادة المحلية هو المدخل الحقيقي لأي تنمية. وأكد أن هذه السردية الجديدة تعتمد على الحوار والتفاهم كأساس لتجاوز الخلافات وبناء مستقبل مشترك.

مجلس حضرموت الوطني: مشروع واعد

وفي ختام تصريحه، أوضح الكثيري أن التحدي الأكبر كان تحويل الزخم الشعبي إلى مشروع وطني حقيقي، وهو ما تمثل في "مجلس حضرموت الوطني"، الذي وُقع ميثاقه ليضمن حقوق جميع المكونات ويحوّل التنوع من مصدر للخلاف إلى رافعة للبناء.

وشدد على أن حضرموت، التي أنجبت رواد التجارة والثقافة عبر المحيطات، قادرة على إعادة إحياء دورها الحضاري، شرط أن تنتصر إرادة أبنائها في صنع السلام قبل الحرب، والحوار قبل الصراع.

ختاماً، أكد الكثيري أن حضرموت تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالفرص والتحديات، وأن نجاحها يعتمد على مدى قدرة أبنائها على العمل المشترك لتحقيق أهداف التنمية والاستقرار.