غياب عدد من طلاب الثانوية العامة في حضرموت بسبب التوجه نحو التجنيد والمعسكرات

شهدت محافظة حضرموت، اليوم الأحد، غيابًا لافتًا لعدد من طلاب شهادة الثانوية العامة بجميع فروعها العلمية والأدبية، مع انطلاق امتحانات الشهادة في عموم المحافظات المحررة، حيث توجه هؤلاء الطلاب إلى تسجيل أسمائهم في المعسكرات العسكرية المنتشرة داخل المحافظة.
وأفادت مصادر تربوية بأن اليوم الأول للامتحانات سجل غيابًا ملحوظًا لطلاب الثانوية العامة، خصوصًا في مديرية "بروم ميفع"، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا الغياب هو توجه عدد من الطلاب إلى المعسكرات التابعة للقوات العسكرية والأمنية الجديدة التي يتم استحداثها في مديريتي العبر والمسيلة.
ووصفت المصادر هذه الظاهرة بأنها "خطيرة وتهدد مستقبل الأجيال"، مؤكدة أن الدافع الرئيسي وراء هذا التوجه هو البحث عن دخل مادي يُمكنهم من تغطية متطلبات المعيشة الصعبة لأسرهم، نظرًا للرواتب المرتفعة التي توفرها بعض الوحدات العسكرية مقارنة بالفرص التعليمية أو المهنية المتاحة.
وفي سياق متصل، كشفت نقابة المعلمين بمحافظة حضرموت خلال الفترة الماضية عن وجود حالة تسرب كبيرة بين صفوف الطلاب والمعلمين على حد سواء، حيث لجأ العديد منهم إلى الانخراط في المعسكرات والوحدات العسكرية والأمنية، في خطوة تهدف إلى تحسين وضعهم المعيشي نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها المحافظة.
ولفتت النقابة إلى أن أقسام كلية التربية في جامعة حضرموت تواجه خطر الإغلاق بسبب عزوف خريجي الثانوية العامة عن التسجيل فيها، والتوجه نحو الكليات العسكرية والأمنية، ما يعكس تحولًا جذريًا في أولويات الشباب بين المسار التعليمي وسوق العمل غير الرسمي أو العسكري.
ويأتي هذا الواقع في ظل تصاعد معدلات الفقر وانهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار، مما دفع بعدد كبير من الفئات العمرية الشابة إلى البحث عن أي مصدر دخل سريع، حتى لو كان ذلك على حساب مستقبلهم التعليمي والمهني الطويل الأمد.
وحذّر مختصون ومسؤولون تربويون من أن استمرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى خلق فجوة كبيرة في قطاع التعليم والكوادر المؤهلة في المستقبل، خاصةً في المجالات التربوية والتعليمية التي تمثل العمود الفقري لنهوض المجتمع.