• الرئيسية
• المشهد الدولي

لقاء استثنائي يجمع الشرع والمصوّر الذي وثق فظائع نظام الأسد .. بدأ الرئيس السوري أحمد الشرع زيارته الرسمية الأولى إلى أوروبا بلقاء رمزي وعالي الدلالة مع فريد المذهان، المعروف عالميًا باسم "قيصر"، الجندي السابق الذي سرّب آلاف الصور التي وثّقت تعذيب المعتقلين في سجون النظام السوري خلال عهد بشار الأسد.

اللقاء الذي تم اليوم الأربعاء في العاصمة الفرنسية باريس، جمع الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني بـ"قيصر"، في خطوة وصفها مراقبون بأنها رسالة مباشرة حول نية النظام الجديد في فتح ملفات العدالة والمساءلة، والتعاطي مع رموز المعارضة الحقوقية الذين كان لهم دور في فضح الجرائم السابقة.

لقاء يطوي صفحة دامية ويفتح باب المساءلة

وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أكدت أن اللقاء جرى على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها الشرع إلى باريس، والتي تشمل مباحثات موسعة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تتناول ملفات إعادة الإعمار والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

زيارة الشرع لباريس، الأولى منذ سقوط الأسد، تأتي وسط تحركات دبلوماسية تسعى لإخراج سوريا من عزلتها الدولية، وتهيئة الظروف لمرحلة العدالة الانتقالية وإنعاش الاقتصاد المنهك جراء الحرب التي استمرت 14 عامًا.

"قيصر" يظهر بوجه مكشوف للمرة الأولى بعد الأسد

وكان "قيصر"، الذي بقي مجهول الهوية لعقد من الزمن، قد كشف عن اسمه ووجهه للمرة الأولى في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية في فبراير الماضي، بعد شهرين فقط من إسقاط نظام الأسد.

روى المذهان خلال المقابلة كيف تم تكليفه منذ عام 2011 بتوثيق صور آلاف المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب، بمن فيهم نساء وأطفال، وأكد أنه جمع أكثر من 55 ألف صورة قبل أن ينشق عام 2013، وينجح في تهريبها للخارج.

قانون "قيصر" والعقوبات: من التوثيق إلى الضغط الدولي

في عام 2020، دخل حيز التنفيذ قانون العقوبات الأميركي المعروف بـ"قانون قيصر"، والذي استند إلى الصور التي سرّبها فريد المذهان، فارضًا سلسلة من العقوبات الاقتصادية ضد النظام السوري ومؤسساته الأمنية.

كما استندت دول أوروبية بينها فرنسا وألمانيا وهولندا إلى هذه الأدلة لفتح تحقيقات دولية ضد عدد من رموز النظام السابق بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

نحو عدالة انتقالية ومسار سياسي جديد

في مارس الماضي، وقّع الشرع على الإعلان الدستوري الجديد، الذي نصّ على تشكيل هيئة لتحقيق العدالة الانتقالية تهدف إلى "تحديد سبل المساءلة ومعرفة الحقائق وإنصاف الضحايا".

ويرى مراقبون أن لقاء الشرع بقيصر ليس فقط خطوة رمزية، بل قد يمثل بداية مسار فعلي نحو طي صفحة الماضي، وترسيخ آليات للمحاسبة والإنصاف في مرحلة ما بعد الأسد.

الرئيس السوري أحمد الشرع، لقاء الشرع وقيصر، فريد المذهان، صور التعذيب في سوريا، نظام بشار الأسد، قانون قيصر، العدالة الانتقالية في سوريا، زيارة الشرع إلى باريس، ماكرون والشرع، إعادة الإعمار في سوريا، العقوبات على سوريا، صور قيصر، سجون النظام السوري، جرائم ضد الإنسانية سوريا، الإعلان الدستوري السوري