المشهد اليمني

مؤشرات ميدانية وتفسيرات استخباراتية تثير الشكوك

هل تمتلك إيران القنبلة النووية بالفعل؟ (تحليل)

الجمعة 9 مايو 2025 12:44 صـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
النووي الإيراني
النووي الإيراني

في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الساحة الدولية، تتصاعد الشكوك حول امتلاك إيران بالفعل للسلاح النووي، رغم نفي طهران الرسمي المتكرر، تلك الشكوك تلقت دفعة قوية بعد تصريحات مثيرة للدكتور يسري بوشادي، كبير مفتشي وكالة الطاقة الذرية السابق، والتي ألقى فيها الضوء على معادلة مختلفة لتصنيع القنبلة النووية دون الحاجة إلى تخصيب بنسبة 90%.

تصريح خطير من مفتش دولي سابق

كشف بوشادي أن الوصول إلى نسبة 90% من تخصيب اليورانيوم ليس شرطًا لصنع القنبلة النووية، بل يمكن التعويض عن انخفاض النسبة باستخدام كمية أكبر من اليورانيوم. فعلى سبيل المثال، إذا كانت نسبة التخصيب 20% فقط، فإن نحو 130 كجم من اليورانيوم يمكن أن تكون كافية لتصنيع قنبلة واحدة.

وتابع المفتش السابق قائلاً إن إيران، خلال فترة تفتيشه، كانت تمتلك 400 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، وهي كمية تكفي لصنع ثلاث قنابل نووية، بالإضافة إلى 70 كجم من اليورانيوم بنسبة 60%، تكفي لقنبلتين إضافيتين.

زلزال أم تجربة نووية في سمنان؟

في 5 أكتوبر 2024، رصدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية هزة أرضية غامضة في صحراء سمنان الإيرانية، على عمق 12 كم، دون هزات ارتدادية أو نشاط زلزالي مسبق. تفاصيل الحدث دفعت خبراء الزلازل للتشكيك في كونه زلزالًا طبيعيًا، ورجّحوا أن يكون انفجارًا نوويًا تحت الأرض.

هذا العمق الكبير غير المعتاد (12 كم)، يفوق المعدل الطبيعي لتجارب نووية سرية (3 كم عادة)، ما يدل على محاولة إيرانية لإخفاء التجربة عن أنظمة الرصد العالمية، سواء من حيث الآثار الإشعاعية أو الرصد الاستخباراتي.

لماذا تنفي إيران امتلاك القنبلة؟

رغم كل المؤشرات، تصر إيران على نفي امتلاكها للسلاح النووي. هذا الإنكار يفسره محللون بأنه استراتيجية مدروسة لعدة أسباب، أهمها:

  • تجنب العقوبات الشاملة: الاعتراف الرسمي يعني خرق معاهدة حظر الانتشار النووي، مما يفتح باب العقوبات الدولية وربما العمل العسكري.

  • تجنب التورط العسكري: إعلان امتلاك السلاح النووي سيضع إيران تحت ضغط حلفائها لاستخدامه لصالحهم، ما يهدد بزجها في نزاعات مفتوحة.

  • الحفاظ على ورقة التفاوض: طالما أن طهران تنكر امتلاك القنبلة، فهي قادرة على التفاوض مع القوى الكبرى مقابل تجميد البرنامج، دون الحاجة لتفكيكه بالكامل.

تجربة كوريا الشمالية في ذهن الإيرانيين

النموذج الكوري الشمالي يبدو حاضرًا في ذهن صناع القرار الإيراني. فامتلاك بيونغ يانغ للسلاح النووي لم يحمها من العقوبات القاسية، رغم أنه وفّر لها ردعًا عسكريًا. إيران تدرك أن الإعلان عن السلاح لن يضيف لها قوة بقدر ما سيكلفها اقتصاديًا وسياسيًا.

لذا يبدو أن طهران تفضل مواصلة طريق "الإنكار مع التطوير"، وهي استراتيجية تتيح لها التقدم بخطى ثابتة في مشروعها النووي، دون الدخول في صدام شامل مع المجتمع الدولي.

إيران، القنبلة النووية، السلاح النووي الإيراني، تخصيب اليورانيوم، وكالة الطاقة الذرية، يسري بوشادي، انفجار سمنان، الهزة الأرضية في إيران، البرنامج النووي الإيراني، التجارب النووية الإيرانية، أمريكا وإيران، العقوبات على إيران، معاهدة حظر الانتشار النووي، أخبار سياسية، تحليل استراتيجي، النووي الإيراني، سياسة إيران النووية، فيتشر سياسي، جوجل ديسكفري، أخبار جوجل، فيتشر صحفي، سيو الأخبار