أفاد موقع “أكسيوس”، نقلًا عن مصدرين مطلعين، بأن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أبلغ المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، خلال مفاوضات نووية عُقدت السبت، أن التوصل إلى اتفاق نهائي ضمن المهلة الزمنية التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والبالغة ستين يومًا، يبدو أمرًا مستبعدًا.
ويعكس هذا التصريح حجم التحديات التي تواجه جهود التوصل إلى اتفاق شامل، إذ يثير تساؤلات جديدة بشأن مستقبل المسار الدبلوماسي ومصير الاتفاق النووي.
إطار مؤقت لبناء الثقة
قال عراقجي إن اتفاقًا مؤقتًا قد يوفر أرضية مناسبة لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحًا، ويسهم في بناء الثقة بين الطرفين، إلى جانب إتاحة الوقت والمساحة الكافيين لاستكشاف حلول طويلة الأمد بشكل مدروس وهادئ، بعيدًا عن ضغط الجداول الزمنية الصارمة.
وأضاف أن طبيعة الاتفاق، وما يتضمنه من تفاصيل فنية دقيقة ومعقدة، تجعل من الصعب إنجازه خلال ستين يومًا، مؤكدًا ضرورة إتاحة مزيد من الوقت والجهد للتوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف، مع التزام إيران بحل دائم يضمن حقوقها النووية المشروعة.
موقف روسي داعم
وفي السياق ذاته، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، عن تفهم موسكو لموقف طهران، مؤكدًا أهمية التوصل إلى اتفاق يعزز استقرار المنطقة. وأشار إلى أن بلاده ستواصل دعمها للمفاوضات، بهدف التوصل إلى تسوية مرضية وشاملة.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، ومخاوف متزايدة من انهيار الاتفاق النووي.
الولايات المتحدة ترفض الحلول المؤقتة
من جهته، أبلغ ويتكوف عراقجي، أن الإدارة الأمريكية لا تفضّل الدخول في نقاشات بشأن اتفاق مؤقت في المرحلة الراهنة، معتبرًا أن الأولوية القصوى تتمثل في التوصل إلى اتفاق شامل ودائم خلال المهلة الزمنية المحددة.
وأشار إلى أن واشنطن تسعى إلى حل جذري يضمن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي، بدلًا من حلول مؤقتة لا تفي بهذا الغرض بالكامل. ويُتوقع أن يكون هذا الموقف الأمريكي محورًا رئيسيًا في الجولات المقبلة من التفاوض.
زخم إيجابي في مفاوضات روما
وفي المقابل، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول مطلع أن اللقاءات التي جمعت ويتكوف وعراقجي في العاصمة الإيطالية روما، شهدت “تقدمًا جيدًا جدًا”، دون الإفصاح عن تفاصيل محددة.
وأكد المصدران أن الجانبين أحرزا تقدمًا ملحوظًا، ما يعزز الآمال بإحياء الاتفاق النووي عبر الجهود الدولية المتواصلة.
كما أشار ويتكوف إلى إمكانية إعادة طرح فكرة الاتفاق المؤقت، إذا اتضح للطرفين مع اقتراب انتهاء المهلة، أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت، مما يفتح المجال أمام حل مرحلي لحين التوصل إلى اتفاق نهائي.