الأحد 27 أبريل 2025 05:00 مـ 29 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ثعلب يمني ذكي خدع الإمام الشافعي وكبار العلماء بطريقة ماكرة

الأحد 5 مايو 2024 10:21 صـ 27 شوال 1445 هـ

دعونا نبتعد عن السياسة ، فقد ملت الناس ، وصارت تشعر بالسأم والضجر عند الحديث عن الأحزاب وقاداتها، وأصبح حتى الطفل في كل ربوع اليمن، يدرك ويعلم علم اليقين إن أولئك القادة لا هم لهم ، ولا شيء يشغل بالهم وتفكيرهم، إلا جمع المال من كل حدب وصوب، وأشك ان كانوا يعرفون الفرق بين ما هو حلال أو حرام ، أما الشعارات البراقة والوعود التي يطلقونها فهم انفسهم صاروا يخجلون من ترديدها، لأنهم على قناعة تامة أن الجميع يعلمون انها كلمات جوفاء لا تقدم ولا تؤخر ، ومن أعماق قلبي أتمنى ان يكونوا ممن قال الله فيهم في محكم التنزيل " ليس لهم طعام إلا من ضريع ، لا يسمن ولا يغني من جوع." صدق الله العظيم.
سوف انقل لكم قصة حقيقية وقعت بين ثعلب مكار ، مع الإمام الشافعي ومجموعة من العلماء كانوا في سفر إلى اليمن ، وقبل الخوض في تفاصيل القصة ، فإن قيام الإمام الجليل صاحب المذهب الشافعي رضوان الله عليه ، بسرد ما وقع له مع مجموعة من العلماء ، تكشف عظمة هذا العالم ، وبساطته وتواضعه ، فهو لا يفعل كما يفعل المشايخ الحاليين " أبو ريالين " الذين يتحرجون من مواقف وقعت لهم ، ويجتهدون بكل قوة ان لا يعرفها أحد ، ظنا منهم إن ذلك سيقلل من قدرهم وينقص من احترام الناس لهم .
ولندع الإمام الشافعي رحمه الله عليه يروي الحادثة الطريفة كما وقعت له، ونشرت في كتاب "معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب" ويقول رضوان الله عليه
" كنا في سفر بأرض اليمن ، فوضعنا الطعام للعشاء ، فحضرت صلاة المغرب والطعام جاهز ، فتركنا الطعام وأقمنا الصلاة ، وكان الطعام دجاجتين ، فأتى ثعلب ونحن نصلي ، وأخذ دجاجة وهرب ، فلما انتهينا من الصلاة ، أسفنا على الدجاجة وقلنا : حرمنا طعامنا.
ويستمر في حديثه قائلا " وبينما نحن كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه الدجاجة نراه من بعيد ، فوضعها بعيداً عنا ووقف بعيداً عنها ، يقول : فهجمنا عليها ، فهرب الثعلب فلما وصلنا إليها فإذا هي ليفة على شكل دجاجة وليست دجاجة ، وبينما نحن نضحك على ذلك ، كان الثعلب قد ذهب وأخذ الدجاجة الثانية وهرب بها فضحك علينا الثعلب ونحن من كبار العلماء ..".
ليرحم الله كل علمائنا الأجلاء الذين كانوا صادقين ومخلصين ، ولا يترددون في كشف مثل تلك الحكايات ، لم يفكر الشافعي ولا العلماء ، إن ذلك سيقلل من قدرهم ، بل كانوا على قناعة انهم مثلهم مثل غيرهم من البشر الذين يقعون ضحية اخطأ او حيلة ماكرة من إنسان او حتى حيوان ، ولذلك خلدهم التاريخ ، وسارت ذكراهم العطرة على كل لسان رغم مرور سنوات طويلة منذ انتقالهم الى جوار ربهم فليسكنهم الله فسيح جناته ، انه هو الرحمن الرحيم.

موضوعات متعلقة