الأحد 27 أبريل 2025 05:08 مـ 29 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

دبلوماسي يحذر قيادات الإصلاح والمؤتمر: ”الجماعة السلالية تعمل على تفكيك وحدتكم”

الثلاثاء 28 يناير 2025 01:03 صـ 29 رجب 1446 هـ
العلم الوطني
العلم الوطني

وجه السفير اليمني السابق عبدالوهاب طواف رسالة تحذيرية إلى قيادتي حزبي الإصلاح والمؤتمر الشعبي، محذراً من مخططات ما أسماه "الجماعة السلالية" التي تعمل على توسيع الخلافات بين الطرفين، وإشغالهم بالصراعات الداخلية على حساب القضايا الوطنية الكبرى.

جاءت الرسالة عبر منشور نشره طواف على صفحته الرسمية بمنصة "إكس" (تويتر سابقاً)، حيث أشار إلى أن هذه الجماعة تعمل بلا كلل لتفتيت الوحدة بين القوى السياسية والمجتمعية في مأرب والجوف.

وأكد طواف في رسالته أن الجماعة السلالية تستغل الأموال الطائلة والأسلحة والذخائر لشراء الولاءات وضرب تماسك القوى المحلية، مستغلة الصراعات السياسية الماضية والتنافسات القبلية.

وقال: "تسري هذه الأيام بينكم فلوس كثيرة وسلاح وذخائر وسيارات وشراء ولاءات، لغرض ضرب تماسككم وإضعاف وحدتكم، بمبررات عدمية وبقضايا ثانوية".

وأضاف أن هذه الجماعة تستغل غضب القبائل السريع وتنافسها لاختراق الحصون المنيعة التي تحمي مأرب والجوف.

وتابع طواف حديثه بالإشارة إلى أن هذه الممارسات ليست جديدة، بل هي جزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إضعاف أي تحالف أو تكتل وطني يمكن أن يشكل تهديداً لمصالح هذه الجماعة.

وأوضح أن هذه الجماعة تعمل على إثارة النعرات القبلية والمناطقية، مستفيدة من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي تجعل بعض القبائل والمشايخ أكثر عرضة للإغراءات المالية.

ودعا طواف قيادات حزبي الإصلاح والمؤتمر، بالإضافة إلى عقلاء وحكماء مأرب والجوف، إلى التنبه لهذه المخططات وتدارك الأمر قبل فوات الأوان.

وأكد أن الجماعة السلالية تعمل على تحشيد القبائل في مناطق خولان وبكيل وحاشد، وتوزع أموالاً طائلة على المشايخ لتحقيق أهدافها، مشيراً إلى أن معظم هذا التحشيد يتجه نحو طوق مأرب.

وحذر من أن نجاح هذه الجماعة في تحقيق أهدافها سيؤدي إلى تغيير المعادلات الداخلية والإقليمية والدولية.

واختتم طواف منشوره بتأكيد أهمية الوحدة والتماسك في مواجهة هذه التحديات، مشيراً إلى أن استمرار الانقسامات سيؤدي إلى نتائج كارثية على الصعيد الوطني.

وقال: "نعول على جهود العقلاء في الحزبين، وعلى عقلاء وحكماء مأرب والجوف، للتنبه وتدارك الأمر".

وأضاف أن التحديات التي تواجه اليمن اليوم تتطلب وقفة جادة من جميع الأطراف، وترك الخلافات جانباً من أجل التركيز على الهم الوطني الأكبر.

يذكر أن عبدالوهاب طواف يُعتبر من الدبلوماسيين اليمنيين البارزين، وقد شغل مناصب دبلوماسية رفيعة، بما في ذلك منصب سفير اليمن لدى الولايات المتحدة.

وتأتي رسالته في إطار الجهود الداعية إلى تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة المخططات التي تهدد استقرار اليمن.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه مناطق مأرب والجوف توترات متصاعدة، وسط مخاوف من تصاعد الصراعات الداخلية وتأثيرها على الاستقرار في المنطقة.

من جهة أخرى، يشير مراقبون إلى أن الوضع في مأرب والجوف يعد محورياً في الصراع اليمني، حيث تعتبر هذه المناطق خط دفاع رئيسي ضد التمدد الحوثي. وبالتالي، فإن أي انقسام أو ضعف في صفوف القوى المحلية هناك قد يكون له تداعيات خطيرة على الوضع العسكري والسياسي في اليمن بشكل عام. وفي هذا السياق، تؤكد رسالة طواف على الحاجة الملحة إلى تعزيز التضامن الوطني ومواجهة أي محاولات تهدف إلى تفكيك الوحدة الداخلية.

ختاماً، يبقى السؤال المطروح هو: هل ستستجيب قيادات الإصلاح والمؤتمر، بالإضافة إلى القبائل والعقلاء في مأرب والجوف، لنداءات الوحدة والتماسك؟ أم أن المخططات الخارجية والداخلية ستنجح في تحقيق أهدافها، مما قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع اليمني؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذه التساؤلات، لكن ما هو مؤكد أن اليمن اليوم بأمس الحاجة إلى وقفة وطنية جادة لإنقاذ ما تبقى من وحدته واستقراره.