السبت 26 أبريل 2025 09:51 مـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ليست الشرعية ولا أمريكا: عبد الملك الحوثي يكشف العدو الأخطر

الخميس 17 أبريل 2025 10:03 مـ 19 شوال 1446 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

قبل الكشف عن العدو الذي وصفه عبد الملك الحوثي بأنه العدو الأخطر، دعونا نتذكر الحوار الذي دار بين خليل الرحمن " إبراهيم " عليه السلام، وقومه بعد أن قام بتحطيم الأصنام، وهو الحوار الذي يكشف ويوضح ان الطاغية حين يعجز عن الرد بجواب منطقي يلجأ لاستخدام البطش والقوة ليخرس العقل والمنطق، فحين سألوه ان كان هو من حطم الأصنام، اكتفى بأن أشار إلى الصنم الأكبر وطلب منهم أن يسألوه عن الفاعل، فشعر القوم بالحرج لأن آلهتهم لا تنطق ولا تسمع، فسخر عليه السلام منهم وسألهم كيف يعبدون حجرا لا ينطق ولا يسمع ولا يضر ولا ينفع ، وحتى أنه لا يستطيع ان يدافع عن نفسه، ولأنهم لم يجدوا الرد المنطقي فقد صرخوا بصوت واحد مطالبين بأن يتم احراقه بالنار.


هكذا هم الطغاة في كل مكان وزمان، يقومون بنشر الأكاذيب والأباطيل التي ما أنزل الله بها من سلطان، لتخدير الشعوب وتضليها والسيطرة عليها، كما فعل فرعون حين قال أنا ربكم الأعلى، والحال كذلك مع ميليشيات الحوثي، التي ترتكز في انقلابها وتسلطها على رقاب الناس وأموالهم وحياتهم هو قناعتهم الراسخة بأنهم سلالة تنتمي لبيت النبوة، ولو كان هذا الكلام صحيح، فكان عليهم التمسك بإخلاق النبوة والتعامل مع الناس بعدالة وإنصاف والنظر إليهم بأنهم بشر مثلهم، لكن الحوثيين غير ذلك تماما، فهم يتعاملون مع كل أطياف الشعب اليمني بدونية وباحتقار وأنهم أقل شأنا منهم، ويروجون لأنفسهم وللأخرين بأنهم يمتلكون الحق الإلهي للحكم.


إنهم لا يتزاوجون مع اليمنيين، لأنهم السلالة النقية، فحتى هتلر النازي لم يفعل كما يفعلون فقد كان يحترم الشعب الألماني ويعتبره من أرقى الشعوب، أما عبد الملك الحوثي فهو يرى انه هو وسلالته أرقى من كل يمني، ولذلك يطلقون على انفسهم لقب متعارف عليه في اليمن " السادة " وهذه الكلمة لا يقابلها إلا كلمة "العبيد" بمعنى إن الحوثي يعتقد اعتقاد راسخ أنه هو وكل من ينتمي لهم، هم السادة أما بقية اليمنيين مهما على شأنهم ومهما بلغت مكانتهم، فليسوا سوى عبيد ومهمتهم الوحيدة الخضوع التام لسيدهم وفعل كل ما يطلبه منهم دون تفكير أو تردد ، وهو أمر يخالف شرع الله الذي يقول في محكم التنزيل" : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) لكن الحوثي أزال الميزة التي وضعها الله للمفاضلة بين الناس وهي التقوى، ووضع مكانها شيء اخر ليكون السيد المطاع، لذلك فشعاره هو "إن أكرمكم عند الله (سيدكم) ولبس أتقاكم" في مخالفة صريحة وواضحة لما ذكره رب العالمين في القرآن العظيم.


لذلك فإن أكثر شيء يخشاه عبد الملك الحوثي وجماعته، ليس المواجهة والقتال سواء مع أمريكا أو مع الشرعية بجميع قواتها وجيشها الوطني، إنما الذي يرعبه هم الأشخاص القادرين على فضح أكاذيبه ونشرها بين الناس، وتفنيد مزاعمه الباطلة بأنه ينتمي لبيت النبوة، ما هي إلا أكذوبة كبرى لخداع الناس والسيطرة على حياتهم ومقدراتهم، واخضاعهم التام لرغباته ورغبات جماعته، وهؤلاء هم الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي ممن يمتلكون قدرة كبيرة على الاقناع بالعقل والمنطق، فهم يمتلكون أقلام رشيقة ومنطق سليم وقوي يكشف ويفضح سردية الحوثي الكاذبة، وهذا هو الذي جعل عبد الملك الحوثي يقول في أحد خطاباته " إن الصحفيين أشد خطورة من المقاتلين".


رأينا وشاهدنا جميعا داخل اليمن وخارجها، كيف تعاملت جماعة الحوثي مع الصحفيين واصحاب الاراء الحرة بدون ذرة من الرحمة والشفقة، وكيف نكلت السلالة الحوثية بهم وساموهم سوء العذاب، فالحوثي وجماعته السلالية يدركون تماما إن السلاح يمكن مجابهته ومواجهته والتغلب عليه، لكن الكلمة الصادقة والمنطق السليم يحتاج إلى منطق ورد مماثل، ولأنه لا يمتلك المنطق وكل دعواته عن بيت النبوة هي أكاذيب وحيل ماكرة، فهو يرى أن الصحفيين والكتاب وأصحاب الفكر والمنطق السليم هم الخطر الداهم والشر الذي لا بد من اجتثاثه ومحاربته بكل قسوة وبلا هوادة، وقد تعلم الدرس جيدا من قوم "ابراهيم" عليه السلام، واستخدم نفس أسلوبهم فحين عجز القوم عن رد الحجة ولم يجدوا جوابا صرخوا بصوت واحد " حرقوه وأنصروا ألهتكم".