السبت 26 أبريل 2025 09:51 مـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الشرعية: هل تستثمر الحدث أم تكتفي بالمشاهدة؟

الأحد 20 أبريل 2025 11:21 صـ 22 شوال 1446 هـ

تشهد اليمن اليوم تطورات وأحداث تستدعي من الشرعية اليمنية اتخاذ مواقف وتحركات سريعة. المجتمع الدولي اليوم نقل المواجهة مع الميليشيا الحوثية من عمليات ردع محدودة إلى ردع نشط. لكن من المؤكد أن الضربات الأمريكية ليست بلا سقف، فهي مرتبطة بأهداف مؤقتة، وقد تنتهي فجأة بتفاهمات مع طهران، أو بامتثال الميليشيا للشروط الأمريكية، فمناخ السياسة متقلب ولا يرحم المترددين.

للإجابة على السؤال الوارد في العنوان، لا بد من النظر إلى الشرعية ضمن اعتبارين:
أولًا، الشرعية كقوة ومنظومة متباينة في الأهداف والولاءات، تجتمع في الشكل وتختلف في المضمون.
ثانيًا، الشرعية كمنظومة مدعومة من أطراف إقليمية ذات حسابات متغيرة.
كيمنيين، ندرك تماما أن الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي ليست كتلة واحدة متجانسة، لكنها تتفق — رغم تناقضاتها — على العداء للحوثي. كما نعلم أن القوى المسلحة الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي تمثل توازنات لقوى مدعومة سعوديًا أو إماراتيًا، ما يجعلها شبكة معقدة من الولاءات والتحالفات المتشابكة.

لذلك نعود إلى السؤال الجوهري:
هل تدرك القيادة اليمنية، بكل تناقضاتها وداعميها، أن هذا التوقيت قد لا يتكرر؟
وإذا افترضنا أن الجوار الإقليمي بات مترددا في دعم أي عمل عسكري جديد داخل اليمن، بسبب غياب الثقة في نوايا واشنطن المتقلبة، وخشية بعض دول الخليج من عودتها للمستنقع اليمني خشية استنزاف اقتصادي وأمني جديد، فهل تستطيع الشرعية أن تبادر وتقدّم نفسها كشريك دولي مشروع هدفه استعادة الدولة؟ أم تكتفي بدور السلطة الشكلية التي تفتقر للقرار والمبادرة؟
المطلوب من الشرعية اليوم أن تتحرك سياسيًا وإعلاميا ودبلوماسيًا وعسكريا، لتأكيد موقعها وإثبات وجودها كلاعب فاعل وكحامل لمشروع استعادة الدولة.
ما لم تتحرك الشرعية في هذا التوقيت وتستفيد من اللحظة الراهنة، فلن تكون فقط خارج القرار، بل خارج التاريخ.