السبت 26 أبريل 2025 09:18 مـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أول باخرة قمح ترسو في اللاذقية بعد سقوط الأسد.. من أين جاءت؟

الأحد 20 أبريل 2025 06:16 مـ 22 شوال 1446 هـ
ميناء اللاذقية
ميناء اللاذقية

وسط تحولات جذرية في المشهد السوري بعد سقوط النظام القديم، رست أول باخرة محملة بالقمح في ميناء اللاذقية، لتفتح فصلاً جديداً من الصراع على تأمين الغذاء في سوريا ما بعد الأسد. وصول السفينة لم يكن مجرد حدث اقتصادي، بل كان لحظة رمزية تعكس بداية استعادة الدولة لعلاقاتها الخارجية وتجارتها الحيوية، بعد انقطاع طويل كانت فيه البلاد مرتهنة لحلفاء سياسيين.

باخرة القمح الأولى تصل اللاذقية بعد الإطاحة بالأسد

أعلنت الوكالة العربية السورية للأنباء أن أول سفينة شحن محملة بالقمح وصلت اليوم الأحد إلى ميناء مدينة اللاذقية، في أول عملية من نوعها منذ إسقاط نظام بشار الأسد. ورغم أن الوكالة لم تكشف عن تفاصيل حمولة السفينة أو الجهة المصدرة، إلا أن الحدث يُعد مؤشراً على بداية تغير في مصادر توريد الغذاء لسوريا، بعد عقود من الاعتماد على روسيا تحديداً.

مناقصات ضخمة لشراء القمح: بداية التحول الاقتصادي

في خطوة اعتُبرت من الأكبر خلال الفترة الانتقالية، طرحت الحكومة السورية الجديدة خلال شهر مارس من العام الجاري مناقصتين لشراء ما مجموعه 200 ألف طن من القمح. هذه المناقصات تعكس السعي لتوفير احتياجات البلاد من الغذاء، وسط فراغ تجاري أعقب انسحاب روسيا من تصدير القمح لسوريا عقب سقوط النظام السابق.

انسحاب روسيا ودخول أوكرانيا على الخط

جاءت الخطوة الروسية بتعليق تصدير القمح لسوريا، لتفتح المجال أمام تحالفات غذائية جديدة. إذ أعلنت أوكرانيا، عبر رئيسها فولوديمير زيلينسكي، إرسال 500 طن من الدقيق إلى سوريا ضمن مبادرة "الحبوب من أوكرانيا"، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي. هذه الشحنة حملت طابعاً إنسانياً، لكنها أيضاً أظهرت استعداد كييف لملء الفراغ الذي خلفه الحليف الروسي.

تركيا تستعد لتصدير مئات الآلاف من الأطنان

بموازاة هذه التغيرات، تتجه الأنظار نحو تركيا كمصدر محتمل ومستقبلي لتوريد القمح والدقيق لسوريا. حيث توقع أرن غونهان أولوصوي، رئيس اتحاد مصنعي الدقيق في تركيا، أن تتجاوز صادرات بلاده من دقيق القمح إلى سوريا حاجز الـ 400 ألف طن خلال عام 2025. هذه الأرقام تعكس بداية تعاون اقتصادي جديد بين الجارتين، بعد سنوات من الانقطاع السياسي والتجاري.

صفحة جديدة بعد انهيار البعث والأسد

في الثامن من ديسمبر عام 2024، أنهت فصائل المعارضة السورية حكم حزب البعث الذي استمر أكثر من ستة عقود، وأسدل الستار على سيطرة عائلة الأسد التي بدأت عام 1971. ومنذ إعلان الإدارة السورية الجديدة برئاسة الشرع في يناير الماضي، بدأت البلاد مرحلة انتقالية تستمر لخمس سنوات، تتطلع خلالها دمشق إلى بناء علاقات تجارية متوازنة وتأمين احتياجات المواطنين، وأبرزها الغذاء.