السبت 26 أبريل 2025 09:35 مـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ماذا تعرف عن سجون قسد السورية.. إليك التفاصيل كاملة

السبت 26 أبريل 2025 04:00 مـ 28 شوال 1446 هـ
سجون قسد
سجون قسد

تُعتبر سجون قسد (قوات سوريا الديمقراطية) من أكثر القضايا تعقيدًا في شمال شرق سوريا. دعني أوضح لك بشكل مبسط ومفصل:

الموقع والإدارة:

تقع هذه السجون في مناطق سيطرة "قسد" (وهي تحالف كردي-عربي مدعوم من الولايات المتحدة)، خصوصًا في محافظات مثل الحسكة ودير الزور والرقة. إدارتها تتم غالبًا عبر قوات "الأسايش" (الشرطة التابعة للإدارة الذاتية الكردية).

نوعية المعتقلين:

تضم هذه السجون آلاف المعتقلين من جنسيات مختلفة:

عناصر من تنظيم داعش ممن تم أسرهم خلال المعارك.

نساء وأطفال لعناصر داعش في مخيمات مثل مخيم الهول.

معارضون سياسيون لقسد، سواء من عرب أو أكراد.

مدنيون اعتقلوا لأسباب تتعلق بمخاوف أمنية أو اتهامات بالتعاون مع تركيا أو النظام السوري.

الأوضاع داخل السجون:

التقارير الحقوقية (مثل تقارير هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية) تشير إلى:

اكتظاظ شديد داخل السجون.

ظروف صحية متدهورة ونقص في الغذاء والدواء.

انتهاكات حقوق الإنسان، مثل الاحتجاز بدون محاكمة عادلة.

تعرض بعض السجون لمحاولات تمرد من عناصر داعش المعتقلين.

قضايا دولية متعلقة بالسجون:

هناك قلق دولي كبير، خصوصًا من جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة، بشأن كيفية التعامل مع:

آلاف المقاتلين الأجانب من داعش الذين ما زالوا محتجزين دون محاكمات.

المخاوف من هروب جماعي كما حدث أحيانًا خلال الهجمات التركية أو هجمات داعش.

ضغوط على الدول لاستعادة رعاياها، خاصة من أوروبا، لكن معظم الحكومات ترفض أو تتباطأ.

محاولات الإصلاح أو التفريغ:

جرت محاولات لإنشاء محاكم محلية لمحاكمة عناصر داعش.

بعض عمليات نقل المعتقلين تمت بتنسيق مع التحالف الدولي.

عفو أو إطلاق سراح لبعض المعتقلين المحليين بعد تسويات عشائرية.

إمكانية حدوث هروب جماعي

بينما يبدو المشهد في شمال شرق سوريا ساكناً من بعيد، تتصاعد خلف الكواليس مؤشرات خطيرة تنذر بعودة شبح تنظيم داعش، مع ازدياد المخاوف من إمكانية حدوث هروب جماعي من السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية. الأمر الذي يشبه قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، مع تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة. فهل نحن على أعتاب فوضى جديدة تعيد عقارب الحرب إلى الوراء؟

تحذيرات متزايدة من خطر السجون

أعرب عدد من الخبراء والمحللين الدوليين عن قلقهم البالغ من تداعيات انهيار أمني محتمل داخل سجون قوات سوريا الديمقراطية، التي تحتجز آلاف العناصر من تنظيم داعش. ووفقًا لتقارير استخباراتية نشرتها صحيفة بوليتيكو، فإن المسؤولين الأميركيين يراقبون الوضع عن كثب، محذرين من أن أي هجوم عسكري تركي على مناطق قسد قد يؤدي إلى انفلات أمني خطير يسمح لعناصر التنظيم الإرهابي بالفرار وإعادة تجميع صفوفهم.

تصريحات مقلقة من الإدارة الأميركية

وزير الخارجية الأميركي لم يخفِ مخاوفه، حيث أكد أن الوضع الأمني في شمال شرق سوريا قد يتدهور بشكل دراماتيكي خلال الأيام المقبلة، مما قد يؤدي إلى أزمة حقيقية على الأرض. في هذا السياق، شدد الخبير العسكري السوري العميد أسعد الزعبي، في تصريحات خاصة لشبكة سكاي نيوز عربية، على أن تنظيم داعش لم يُهزم بالكامل، بل ينتظر الفرصة المناسبة للظهور مجدداً عبر خلايا نائمة تنشط مع كل حالة فوضى.

الخطر الإقليمي المتصاعد

التوترات بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المدعومة من تركيا زادت من هشاشة الوضع الأمني في المنطقة. ويرى الكاتب الصحفي زانا عمر أن أي هجوم تركي يضعف قبضة قسد على السجون، مما يفتح المجال أمام خلايا داعش للتحرك بحرية. وأضاف عمر أن التنظيم الإرهابي لن يفوت فرصة الفوضى لإعادة الانتشار مجدداً في الشمال السوري، مما يهدد بعودة دورة العنف إلى الواجهة.

تساؤلات حول الدور الأميركي

العميد الزعبي لم يخف انتقاده للدور الأميركي في التعامل مع تهديد داعش، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم دعماً كافياً للفصائل المحلية مثل الجيش السوري الحر. وأوضح أن التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، ركز بشكل أكبر على أولويات أخرى بدلاً من القضاء الكامل على فلول التنظيم. وحذر الزعبي من أن التراخي في التعامل مع الأزمة الأمنية الحالية قد يؤدي إلى نتائج كارثية يصعب السيطرة عليها لاحقاً.

السيناريوهات المستقبلية

تبقى قدرة قوات سوريا الديمقراطية على احتواء أي محاولات هروب جماعي موضع شك كبير. ويؤكد المحللون أن تعزيز الإجراءات الأمنية وتكثيف التنسيق بين القوى الإقليمية والدولية أصبح ضرورة ملحة لدرء الخطر المحدق. وفي حال غابت هذه الجهود، قد يجد العالم نفسه في مواجهة نسخة أكثر دموية من تنظيم داعش في المستقبل القريب.