الحوثيون يتوعدون: أي استهداف داخلي سيقابل بضربات موجعة

في تصريح لافت يعكس تصاعد التوتر الإقليمي، أكد القيادي البارز في مليشيات الحوثي محمد البخيتي، أن الجماعة أبلغت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بأن أي محاولة لتوجيه ضربات داخلية أو زعزعة الاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ستواجه برد مباشر يستهدف العمق الاستراتيجي لأراضي الدولتين.
وأشار البخيتي، خلال حديثه الذي جاء في سياق تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية في اليمن، إلى أن الجماعة لن تتردد في استخدام قدراتها العسكرية المتنامية للرد على ما وصفه بـ"العدوان الخارجي"، مشدداً على أن أي محاولات لتفجير الجبهات الداخلية عبر دعم فصائل أو تنظيمات معادية سيتم التعامل معها كتهديد مباشر للأمن القومي اليمني.
تحذير موجه لبريطانيا وفرنسا
وفي سياق تصعيدي آخر، وجّه البخيتي تحذيراً واضحاً لكل من بريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى السعودية والإمارات، من التدخل بما وصفه بـ"غير الآمن" في الشؤون الداخلية لليمن.
وقال إن أي دور لهذه الدول في تأجيج الصراع عبر دعم أطراف محلية أو إقليمية لزعزعة استقرار الجبهات الداخلية سيواجه بردود فعل قوية قد تتجاوز حدود اليمن.
واتهم البخيتي تلك الدول باستخدام أدوات غير مباشرة لتقويض الأمن والاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، معتبراً ذلك جزءاً من مخطط أوسع يستهدف إضعاف الحوثيين وفرض شروط الحلول السياسية التي لا تتماشى مع رؤيتهم.
وشدد على أن الجماعة لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها وأمنها الوطني، وأنها مستعدة لمواجهة أي تحديات خارجية.
رسالة تهديد واستعراض قوة
يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه اليمن حالة من التوتر المستمر، حيث تتزايد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي تشنها جماعة الحوثيين على أهداف حيوية في السعودية والإمارات، وسط تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.
ويبدو أن البخيتي يسعى من خلال هذه التصريحات إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أن الحوثيين يمتلكون القدرة على ضرب العمق الاستراتيجي لخصومهم، وأنهم لن يتراجعوا أمام أي محاولات للضغط عليهم.
كما يمكن قراءة هذه التصريحات كجزء من استراتيجية استعراض القوة التي تعتمدها الجماعة لتعزيز موقفها التفاوضي على الساحة الإقليمية والدولية، خاصة مع استمرار الانسداد السياسي في ملف الأزمة اليمنية.
ومن الواضح أن الحوثيين يسعون إلى توظيف قدراتهم العسكرية كورقة ضغط في أي محادثات مستقبلية.
ردود الفعل المتوقعة
من المتوقع أن تثير تصريحات البخيتي ردود فعل قوية من قبل السعودية والإمارات، اللتين تعتبران الحوثيين تهديداً مباشراً لأمنهما القومي.
وربما تدفع هذه التصريحات إلى زيادة التصعيد العسكري في اليمن، خاصة مع استمرار الجماعة في استهداف المنشآت الحيوية في البلدين.
أما على الصعيد الدولي، فمن المحتمل أن تدعو الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، إلى ضبط النفس وتهدئة التوترات، مع التركيز على إحياء الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية.
ومع ذلك، فإن تصريحات البخيتي قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، مما يجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة في المستقبل المنظور.
تصريحات محمد البخيتي تعكس تصميماً واضحاً من قبل الحوثيين على مواجهة أي تهديدات خارجية، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة
وبينما تسعى الجماعة إلى تعزيز موقفها التفاوضي عبر استعراض قوتها العسكرية، فإن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في النزاع اليمني، مما يعقد فرص الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة.