مليشيا الحوثي تكشف عن تصعيد أمريكي غير مسبوق: أكثر من 1200 غارة جوية وقصف بحري على اليمن خلال أسابيع

في تطور لافت يعكس تصعيداً عسكرياً خطيراً في الأزمة اليمنية، كشفت مليشيا الحوثي عن حجم العمليات العسكرية الأمريكية التي استهدفت اليمن خلال فترة زمنية قصيرة.
وأكدت المليشيا أن الولايات المتحدة شنت منذ منتصف الشهر الماضي أكثر من 1200 غارة جوية وضربة قصف بحرية، في ما وصفته بأنه "تصعيد غير مسبوق" ضد البلاد.
تفاصيل التصعيد العسكري
وفقًا للبيانات التي نشرتها مليشيا الحوثي، فإن الغارات الجوية والهجمات البحرية التي نفذتها القوات الأمريكية استهدفت مواقع متعددة داخل الأراضي اليمنية، بما في ذلك مناطق ساحلية وجبهات القتال النشطة.
وأشارت المليشيا إلى أن هذه الهجمات جاءت في إطار استراتيجية أمريكية جديدة تستهدف تعزيز الضغط العسكري على الجماعة، فضلاً عن تأمين المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.
وبحسب المعلومات المعلنة، فإن الغارات الجوية ركزت بشكل أساسي على محافظات الحديدة وصعدة ومأرب، وهي مناطق تعتبر معاقل رئيسية للمليشيا الحوثية.
كما استهدفت الضربات البحرية مواقع يعتقد أنها تستخدم لتهريب الأسلحة أو تنفيذ عمليات عسكرية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب.
اتهامات وردود فعل
اتهمت مليشيا الحوثي واشنطن بـ"استخدام القوة المفرطة" وانتهاك سيادة اليمن، مؤكدة أن هذه الهجمات أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية.
وقال المتحدث باسم المليشيا، محمد عبد السلام، في بيان رسمي: "الأمريكيون يواصلون سياساتهم العدائية ضد الشعب اليمني، وهذه الغارات ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة جرائمهم المستمرة منذ سنوات".
من جانبها، لم تصدر الولايات المتحدة أي تعليق رسمي بشأن هذه الاتهامات حتى الآن. ومع ذلك، تشير مصادر دبلوماسية إلى أن واشنطن قد تكون تسعى إلى تحقيق أهداف محددة تتعلق بمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث تعتبر إيران الداعم الرئيسي لمليشيا الحوثي.
تداعيات التصعيد
التصعيد العسكري الأمريكي يأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للأزمة اليمنية، التي تشهد حالة من الجمود السياسي وعدم اليقين بشأن مستقبل عملية السلام.
ويُخشى أن يؤدي هذا التصعيد إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، الذي يعاني بالفعل من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقد حذرت منظمات حقوقية دولية من أن استمرار العمليات العسكرية في اليمن قد يؤدي إلى زيادة معاناة المدنيين، خاصة في ظل تدهور الخدمات الأساسية ونقص الغذاء والدواء.
كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التصعيد، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات.
مستقبل الأزمة اليمنية
مع استمرار التوترات بين مليشيا الحوثي والولايات المتحدة، يبدو أن الأزمة اليمنية تتجه نحو مسار جديد أكثر تعقيداً.
وبينما تسعى واشنطن إلى تحقيق أهدافها الأمنية والاستراتيجية، فإن هذا التصعيد قد يعقد الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب وإعادة بناء اليمن.
وفي الوقت نفسه، تبقى الأنظار متجهة إلى ردود الفعل الإقليمية والدولية على هذه التطورات، خاصة من قبل الدول المجاورة لليمن والقوى الكبرى المعنية بالملف اليمني.
وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، يظل اليمن عرضة لمزيد من التصعيد والمعاناة الإنسانية.
ختاماً، يمثل الكشف عن عدد الغارات الأمريكية على اليمن مؤشراً خطيراً على استمرار دور القوة العسكرية في صراع يبدو أنه لا نهاية له قريبة.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يبقى السؤال الأبرز: هل ستكون هناك فرصة لتحقيق السلام في اليمن، أم أن التصعيد العسكري سيظل هو الخيار الأوحد؟