الثلاثاء 29 أبريل 2025 09:50 مـ 2 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الصين تتحدى الدولار وتروّج لليوان كعملة عالمية بديلة

الثلاثاء 29 أبريل 2025 06:17 مـ 2 ذو القعدة 1446 هـ
الصين وأمريكا
الصين وأمريكا

بينما كانت الأسواق العالمية تترنح تحت ضغط الحروب التجارية، قفزت الصين إلى قلب المشهد بلعبة استراتيجية دقيقة، بدأت من قلب جنوب شرق آسيا. زار الرئيس الصيني شي جين بينج عدة دول آسيوية محمّلاً برسالة واحدة: "العالم لا يحتاج إلى الدولار وحده". في الخلفية، كانت أذرع بكين المالية، وعلى رأسها بنك الشعب الصيني وشركة "تشاينا يونيون باي"، تعمل بصمت على تحريك رقعة الشطرنج المالية، لتُحدث تحولاً في قواعد اللعبة.

الصين تكثف جهودها للترويج لليوان عالمياً

بدأت الصين خطوات جادة لتقليص الاعتماد العالمي على الدولار الأمريكي، في محاولة لإعادة تشكيل النظام المالي العالمي. ومع تصاعد التوترات التجارية التي قادها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رأت بكين فرصة سانحة لتعزيز مكانة عملتها الوطنية، اليوان، كبديل قوي في الأسواق الدولية. فقد شهد شهر مارس ارتفاعاً غير مسبوق في المعاملات العابرة للحدود باستخدام اليوان، ما اعتبره محللون مؤشراً على تنامي الثقة في العملة الصينية مقابل تراجع الثقة في الدولار الأمريكي.

صفقات الدفع تدعم النفوذ المالي الصيني في آسيا

في إطار استراتيجيتها، دعّمت الصين شبكتها المالية عبر "تشاينا يونيون باي"، حيث توسعت الشركة في فيتنام وكمبوديا من خلال أنظمة دفع جديدة تعتمد على رمز الاستجابة السريعة. تهدف هذه الخطوة إلى تسهيل العمليات المالية للسياح والشركات الصغيرة، وتقليص الاعتماد على الدولار في التعاملات اليومية. وتغطي شبكة "يونيون باي" الآن أكثر من ثلاثين دولة خارج الصين، مما يجعلها أداة قوية في خطة بكين لتدويل اليوان.

مبادلات العملة تعزز من أدوات بكين العالمية

لم تتوقف تحركات بكين عند أنظمة الدفع فقط، بل شملت أيضاً توقيع اتفاقيات لمبادلات عملة باليوان مع العديد من البنوك المركزية العالمية. وبلغت قيمة هذه المبادلات 4.3 تريليون يوان (ما يعادل نحو 591.2 مليار دولار أمريكي) في فبراير، وهو رقم قياسي يعكس التقدم السريع في هذا المجال. وتشمل هذه المبادلات دولاً مثل الأرجنتين، التي جدّدت اتفاقية بقيمة خمسة مليارات دولار، وباكستان التي تسعى لتوسيع نطاق التعاون في هذا المجال.

بناء نظام مالي بديل يعزل الدولار

تسعى الصين لإنشاء بنية مالية موازية ومستقلة عن المنظومة الغربية، خاصة عن البنوك الأمريكية، وهو ما يشكل تحولاً نوعياً في السياسات الاقتصادية العالمية. ومن خلال تسعير السلع الاستراتيجية مثل النفط والذهب باليوان الرقمي، تتجه بكين نحو تغيير قواعد السوق. واعتبر خبراء مثل إي يونججيان، من بنك الاتصالات الصيني، أن السياسات الحمائية الأمريكية قد أضعفت من الثقة العالمية في الأصول والدولار الأمريكي، مما يدعم مبادرات الصين في هذا الاتجاه.

الصين تغتنم لحظة ضعف الدولار لصالحها

بحسب تصريح الأستاذ تو يونج هونغ من جامعة الشعب الصينية، فإن الهيمنة الأمريكية على النظام المالي العالمي بدأت تضعف، والصين ترى في ذلك فرصة تاريخية يجب استغلالها. فبفضل حجم تجارتها الواسع مع مختلف دول العالم، يمكن لليوان أن يصبح أداة موثوقة في تسويات التجارة والاستثمار. ويبدو أن بكين قررت ألا تفوّت الفرصة، لتنتقل من مجرد مشارك في النظام المالي العالمي إلى صانع حقيقي لقواعده الجديدة.