وداعًا لصوت الطفولة.. وفاة فخري عودة مبدع ”عدنان ولينا” بعد مسيرة فنية لا تُنسى

في لحظة مؤثرة حملت في طياتها الحنين والفقد، ودّع الكويتيون والعرب يوم الثلاثاء الفنان والإعلامي المخضرم فخري عودة، الذي غيّبه الموت عن عمر ناهز الخامسة والسبعين بعد معاناة مع المرض. لم يكن الراحل مجرد ممثل أو كاتب، بل كان أحد الأصوات التي رافقت الطفولة العربية، ونسجت معها ذكريات لا تمحى، أبرزها أغنية شارة مسلسل "عدنان ولينا" الشهيرة، التي كتبها بصوته وأدّاها بإحساس رسّخها في ذاكرة أجيال متعاقبة.
بداية المسيرة الفنية: عشق التمثيل منذ الشباب
بدأ فخري عودة رحلته الفنية في سن الحادية والعشرين، حيث التحق بمعهد الفنون المسرحية في الكويت، وتخرج عام 1982 من قسم التمثيل والإخراج. خلال مسيرته التي امتدت لعقود، شارك في أعمال درامية بارزة مثل "درب الزلق" و"الأقدار"، وتميز بحضوره المسرحي في عروض مثل "الإمبراطورية"، و"فوضى" التي كانت أول مسرحية كويتية ملونة تُعرض تلفزيونيًا عام 1976، ما يؤكد دوره الريادي في المسرح الكويتي.
حضور مؤثر في الصحافة والشعر والدراما
لم يقتصر دور عودة على التمثيل، فقد دخل عالم الصحافة منذ شبابه، وساهم في كتابة الشعر والخواطر، مع حضور مميز في نصوص درامية أثرت الساحة الفنية. تميّز بأسلوبه الحواري البسيط والواقعي، مما جعل أعماله قريبة من الجمهور ومرآة لواقعهم، كما رسّخ مبدأ أن الفن رسالة تتجاوز الترفيه لتلامس الإنسان وهمومه.
أيقونة برامج الأطفال وصوت "علام" الخالد
لمع اسمه بقوة في مجال برامج الأطفال، من خلال عمله في تلفزيون الكويت ومؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك. لكن الحدث الأبرز كان تأديته لشخصية "علام" في مسلسل "عدنان ولينا"، وكتابته لكلمات شارة البداية بصوته الرخيم، مما جعله جزءًا من ذاكرة الطفولة الجماعية في العالم العربي، حيث جمع بين الموهبة والصدق في الأداء ليترك بصمة إنسانية خالدة.
وداع استثنائي لفنان استثنائي
برحيله، يُسدل الستار على مسيرة إنسانية وفنية نادرة، صنعت من فخري عودة أيقونة ثقافية في الكويت والعالم العربي. لم يكن مجرد فنان، بل كان صوتًا وشكلًا من أشكال الحنين. ترك إرثًا إبداعيًا سيظل حيًا في الأعمال التي أنجزها، وفي قلوب أولئك الذين كبروا على صوته وبرامجه وكتاباته.