كتبت: ملك محمد رواش
في صباح جمعة مباركة، تحولت ساحات مراكز الإصلاح والتأهيل في مختلف المحافظات إلى مسرح لمشاعر فياضة، حيث خرج 746 نزيلاً محظوظاً يحملون قرارات العفو الرئاسي بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، وسط مشاهد دموع وصراخ فرح وعناقات طويلة مع الأهل الذين انتظروا هذه اللحظة بشوق.
آلية دقيقة لاختيار المستفيدين
معايير صارمة استيفاء 75% من مدة العقوبة على الأقل وتقارير إيجابية عن السلوك اليومي واجتياز اختبارات التأهيل النفسي وموافقة لجنة أمنية عليا ومراحل التقييم فحص 3200 ملف أولي وتصفية إلى 1200 مرشح وتقييم ميداني من 15 لجنة متخصصة وموافقة نهائية من النيابة العامة.
من السجن إلى حياة جديدة.. حكايات ترويها دموع
علي.م (32 عاماً) الذي قضى 6 سنوات يقول: “تعلمت النجارة وأصبحت ماهراً فيها بفضل برامج التأهيل، ولدي الآن عقد عمل في ورشة أثاث” وسمية.ح (40 عاماً) عبرت عن فرحتها: “سأعوض أولادي سنوات الغياب، تعلمت داخل السجن كيف أكون أمًا أفضل” ويوسف.أ (25 عاماً) يؤكد: “حصلت على دبلوم الحاسب الآلي داخل المركز، وأتطلع لبدء مشروعي الخاص”.
برامج تأهيل غيرت المصائر
كشفت وزارة الداخلية عن حزمة برامج متكاملة خضع لها المفرج عنهم، تشمل تأهيل مهني في 18 حرفة مختلفة ومحو أمية وتعليم أساسي وجلسات إرشاد أسري ونفسي مكثفة ودورات في ريادة الأعمال وبرامج دينية وثقافية أسبوعية.
رعاية لاحقة.. ضمانة للاندماج الناجح
أعلن اللواء أحمد راشد مدير عام الحماية المجتمعية عن برنامج المتابعة زيارات ميدانية نصف شهرية وتقارير شهرية عن الأداء ودعم نفسي مستمر وحل مشكلات التوظيف وفرص العمل 300 فرصة عمل فورية و150 قرضاً لتمويل المشروعات وشراكات مع 50 شركة خاصة وأولوية في التعيين بالجهات الحكومية.
تصريحات رسمية تؤكد استمرار الرعاية
صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية” وهذه الدفعة تمثل نموذجاً ناجحاً لسياسة الإصلاح والتأهيل، حيث استوفوا جميع الشروط واجتازوا برامج التأهيل بنجاح. سنواصل متابعتهم لضمان اندماجهم الإيجابي” وتفاعل مجتمعي يدعم التجربة جمعيات أهلية تقدم سكن مؤقت ورجال أعمال يتكفلون برواتب 6 أشهر وأندية رياضية تمنح عضوية مجانية ومراكز تدريب تقدم دورات متخصصة.
من السجن إلى حياة جديدة
في الوقت الذي يعانق فيه هؤلاء المواطنون أحباءهم، تؤكد الدولة المصرية من خلال هذه الخطوة إيمانها بقدرة الإنسان على التغيير، وإصرارها على منح الفرص الثانية لمن يستحقها، في إطار رؤية متكاملة تزاوج بين العدالة والرحمة، وتجعل من السجون مراكز إصلاح حقيقية تخرج مواطنين صالحين.