خطبة عيد الأضحى المبارك للشيخ خالد بدير هذا العام، والتي سيلقيها يوم الجمعة الموافق 10 ذو الحجة 1446 هـ، الموافق 6 يونيو 2025م، جاءت مختلفة في موضوعها وزاويتها، حيث حملت عنوانًا لافتًا: “عوامل مشتركة بين العيدين الكريمين… أسرار ودلالات”.
خطبة عيد الأضحى المبارك للشيخ خالد بدير
وتتناول خطبة عيد الأضحى المبارك للشيخ خالد بدير مجموعة من النقاط التي يربط فيها الشيخ بين عيدي الفطر والأضحى، موضحًا أوجه الشبه التي قد يغفل عنها كثير من الناس، ومدى عمق المعاني التي تحملها تلك الأوجه.
الشيخ خالد بدير، وهو من الوجوه البارزة في الخطابة والدعوة، حرص في هذه الخطبة على أن يربط المعاني الروحية بالمظاهر الشعائرية في كلا العيدين، مستعرضًا ست نقاط أساسية، أضاء بها جوانب من الفهم الديني والاجتماعي والإنساني في المناسبة.
عيد لأول نزول القرآن وآخره
في بداية الخطبة، يلفت الشيخ خالد النظر إلى أن العيدين جاءا مرتبطين بالقرآن الكريم، فأولهما عيد الفطر الذي يأتي بعد نزول القرآن على النبي ﷺ في ليلة القدر، حيث قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}، ويعقبه عيد الفطر في أول شوال.
بينما العيد الثاني عيد الأضحى، يأتي بعد ختام الرسالة وإتمام النعمة، في يوم عرفة، حين نزلت الآية الكريمة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}.
ويستشهد الشيخ بما قاله عمر بن الخطاب عندما أخبره أحد أحبار اليهود أنهم لو نزلت عليهم تلك الآية لاتخذوها عيدًا، فرد عليه عمر بأن المسلمين بالفعل يحتفلون بها في يوم عرفة، وهو يوم جمعة كان النبي ﷺ واقفًا فيه بعرفة.
نرشح لك: متى تقام صلاة عيد الأضحى المبارك 2025؟.. اعرف المواعيد الرسمية في جميع المحافظات
الفقراء شركاء في فرحة العيدين
أما النقطة الثانية التي تتناولها الخطبة، فهي تسليط الضوء على تكريم الفقراء في كلا العيدين، ففي عيد الفطر، شرعت زكاة الفطر لتكون طعمة للمساكين، ويقول الشيخ إن الشريعة حرصت على أن يشارك الفقير في فرحة العيد لا أن يشعر بالحاجة أو العوز، ويكفي أنه يُكلف بإخراج الزكاة كالغني تمامًا، إذا كان يملك ما يكفيه ليوم وليلة، حتى يشعر بأنه ليس أقل من غيره.
وفي عيد الأضحى، كان للفقراء نصيبهم من الأضاحي، حيث شُرعت سنة مؤكدة أو واجبة عند بعض الفقهاء، ليس فقط كعبادة، بل كوسيلة لإطعام المحتاجين، لا سيما أن بعضهم قد لا يتذوق اللحم طوال العام.
ويؤكد الشيخ على أهمية توصيل لحوم الأضاحي للمحتاجين، امتثالًا لقوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}.
التكبير
النقطة الثالثة في خطبة الشيخ خالد بدير ستكون حول التكبير، تلك الشعيرة التي تُظهر الفرحة والبهجة بقدوم العيد، ويقول إنها سنة مرتبطة بالعيدين معًا، ففي عيد الفطر نكبر عند رؤية الهلال، وفي عيد الأضحى يبدأ التكبير من فجر يوم عرفة ويستمر حتى عصر ثالث أيام التشريق.
فالتكبير هنا ليس مجرد ألفاظ، بل إعلان إيماني بأن الله أكبر من كل الهموم والمشاغل، وهو تعبير جماعي عن وحدة الأمة وشكرها لله.
شكر الله نعمة لا بد أن تُعلن
وفي العنصر الرابع، يربط الشيخ بين العيدين وشكر الله تعالى، حيث إن كلًا منهما يأتي بعد أداء عبادة عظيمة: صيام رمضان في عيد الفطر، والحج في عيد الأضحى، ما يستوجب شكرًا حقيقيًا، ليس باللسان فقط، بل بالقلب والجوارح.
وهذا الشكر يظهر في الأعياد من خلال الطاعات، وصلة الأرحام، وإدخال السرور على الفقراء.
تقوى الله
العنصر الخامس في الخطبة يدور حول تقوى الله، حيث يشير الشيخ إلى أن العيدين لا يخرجان عن إطار العبودية لله، بل يأتيان بعد عبادتين من أعظم العبادات، والصيام والحج كلاهما مرتبطان بالتقوى، قال الله عن الصيام: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وعن الحج: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}.
فالعيد إذًا ليس مجرد طقوس، بل يجب أن يكون مناسبة لمراجعة النفس وتجديد العهد مع الله.
عيد بعد عبادة لا عبث ولا لهو
وأخيرًا، يشير الشيخ إلى أن كلا العيدين يأتي بعد عبادة شاقة، فليس العيد في الإسلام مجرد طقس اجتماعي، بل هو محطة روحية، تأتي بعد إنجاز إيماني.
فالصائم بعد شهر كامل من الصيام، والحاج بعد أيام من المشقة والسفر، يستحق أن يفرح، لكن هذه الفرحة يجب أن تبقى في إطار الطاعة، لا أن تتحول إلى غفلة أو لهو.
اقرأ المزيد: موعد تكبيرات عيد الأضحى 2025 في مصر.. متى تبدأ ومتى تنتهي؟