في تصعيد عسكري جديد ضمن الأزمة السورية المستمرة، شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين الموافق 16 ديسمبر 2024، سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع للدفاعات الجوية السورية في مدينة طرطوس الساحلية.
يأتي هذا التصعيد في سياق سياسة إسرائيلية مستمرة تهدف إلى تقويض النفوذ الإيراني في سوريا، حسب الرواية الإسرائيلية. الحادثة تُثير مخاوف متزايدة بشأن احتمالات تفاقم الصراع في منطقة الشرق الأوسط، في ظل غياب مسار سياسي واضح لإنهاء الأزمة السورية.
تفاصيل الهجوم
وفقًا لمصادر عسكرية سورية، بدأت الغارات في الساعة 2:30 فجرًا، حيث استهدفت صواريخ إسرائيلية عدة مواقع للدفاعات الجوية بالقرب من مدينة طرطوس، الواقعة على الساحل السوري. وأكدت وزارة الدفاع السورية أن الدفاعات الجوية حاولت التصدي للهجوم، مما أسفر عن تدمير بعض الصواريخ المهاجمة قبل وصولها إلى أهدافها. ورغم ذلك، فإن الهجوم تسبب في أضرار مادية كبيرة، دون الإعلان عن سقوط قتلى أو جرحى حتى لحظة كتابة التقرير.
الأهداف المحتملة للهجوم
بحسب محللين عسكريين، تسعى إسرائيل من خلال هذه الضربات إلى استهداف مستودعات أسلحة ومنصات صواريخ يُعتقد أنها مرتبطة بإيران وحزب الله اللبناني، واللذين يُعتبران حليفين رئيسيين للنظام السوري. مدينة طرطوس، التي تحتضن قاعدة بحرية روسية، أصبحت في السنوات الأخيرة منطقة ذات أهمية استراتيجية بالغة في التوازنات العسكرية في المنطقة.
ردود الأفعال المحلية والإقليمية
أصدرت وزارة الدفاع السورية بيانًا يدين “العدوان الإسرائيلي السافر” ويعتبره انتهاكًا لسيادة البلاد. وأكد البيان على “حق سوريا في الرد بكل الوسائل المشروعة”.
إسرائيل
التزمت إسرائيل كعادتها بعدم التعليق رسميًا على العملية، لكنها تكرر دائمًا على لسان مسؤوليها أنها لن تسمح بتحويل سوريا إلى قاعدة أمامية لإيران.
روسيا
عبّرت موسكو، حليف دمشق الرئيسي، عن “قلقها العميق” تجاه التصعيد العسكري الإسرائيلي في سوريا، مؤكدة أنها ستناقش هذا الحادث مع تل أبيب لتجنب تدهور الأوضاع.
إيران
توعدت إيران على لسان أحد كبار مسؤوليها العسكريين بأن “الاعتداءات الإسرائيلية لن تمر دون رد”، معتبرة أن هذه الضربات تستهدف محور المقاومة بأكمله.
الأبعاد الجيوسياسية
الهجوم يأتي في وقت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متزايدة، خاصة مع الجمود في المفاوضات النووية الإيرانية، وتزايد الضغوط الغربية على دمشق بسبب قضايا حقوق الإنسان واللاجئين.
الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة على سوريا تثير تساؤلات حول حدود التدخل الإسرائيلي، وما إذا كان ذلك سيؤدي إلى مواجهة أوسع تشمل أطرافًا إقليمية ودولية.
الإحصائيات والمستندات
عدد الغارات
وفقًا لمصادر محلية، شُنّت 4 غارات منفصلة خلال الهجوم.
الدفاعات الجوية السورية: بلغت نسبة اعتراض الصواريخ 60%، بحسب التقديرات الأولية.
الخسائر المادية
تضرر مستودع أسلحة وعدة منصات دفاع جوي، دون تقديم أرقام دقيقة من الجانب السوري.
خلفيات ذات صلة
منذ 2013، نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة.
طرطوس كموقع استراتيجي: المدينة تحتضن قاعدة بحرية روسية منذ 1971، ما يجعلها هدفًا حساسًا لأي صراع في المنطقة.
ما بين التصعيد والتهدئة
الهجوم الإسرائيلي على مواقع الدفاعات الجوية السورية في طرطوس يسلط الضوء على هشاشة الوضع في المنطقة، حيث تتشابك المصالح الدولية والإقليمية على الأراضي السورية. ومع استمرار هذا النمط من العمليات، تبقى الآمال ضئيلة في تحقيق تهدئة طويلة الأمد ما لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة تعالج جذور الأزمة السورية وتداعياتها. هل يحمل المستقبل استقرارًا للمنطقة أم أن دوامة العنف ستستمر؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.