يوافق اليوم مرور 100 يوم على انطلاق الحرية، تلك التجربة التي خططنا لها منذ البداية لتكون مختلفة ومميزة، مختلفة من حيث التناول والمعالجة، ومميزة من حيث طرح الأفكار والملفات.
تجربة حاولنا في عمرها القصير أن نستعيد ذكريات الصحافة الحقيقية التي تنتصر للمواطن على طول الخط وفي الوقت نفسه لا تغفل دور الدولة والمسؤولين، وقررنا أن يكون الوطن والبيت الكبير هو مصر فقط، فلها نكتب ولصالحها نعارض ونمدح ونكشف كل الحقائق.
أزعم أن «الحرية» في عمرها القصير نسبيا فتحت العديد من الملفات التي لم يجرؤ غيرنا على الولوج فيها، تناولنا بكل شفافية ملف الأحزاب السياسية ودورها في خدمة السياسة، تحدثنا عن الأزمات التي تلاحق المواطن وفي مقدمتها غلاء الأسعار، تعاملنا مع بيانات الحكومة الرسمية باعتبارها معلومات وأرقام تخضع للتحقيق، نزلنا الأسواق للتأكد من انخفاض الأسعار أو استمرارها في الارتفاع غير المبرر، لم نهادن جهة إلا لحسابات المصلحة الوطنية واعتبارات المهنية، فنلنا إشادة الجميع من المسؤولين إلى المواطنين.
ولم تتوقف تجربة «الحرية» عند مفاهيم الصحافة القديمة التي اتخذناها منهجا، لكن أيضا لم نترك الأدوات الحديثة الخاصة بالصحافة الرقمية، فأبدينا اهتماما ملحوظا على مواقع التواصل الاجتماعي بما يعرف بصحافة اللايف والفيديو، كما عقدنا عشرات الندوات السياسية في مقرنا بوسط البلد.
وبعيدًا عن كل هذا زارنا العديد من الشخصيات الكبرى سواء السياسية أو القامات الصحفية التي نفخر بها، ولم نجد منهم إلا الإشادات بتجربتنا الوليدة وطاقم عملنا المميز.
وعلى ذكر فريق عمل الحرية، لا يمكن المرور إلا بعد شكرهم جميعا، وهم ما بين شباب حديثي التخرج أو طلاب ما زالوا يدرسون، لكنهم أثبتوا مكانتهم في تجربتنا مؤكدين تفوقهم الصحفي، رغم الظروف الصعبة التي يعملون فيها، فلهم مني كل شكر وتقدير.
أخيرًا، يشاء القدر أن يكون احتفالنا بمرور 100 يوم على انطلاق الحرية هو اليوم الذي أحتفل فيه بعيد ميلادي الخمسين ودخولي نادي الخمسين.
وهنا أجد نفسي أنظر نظرتين، واحدة للخلف حيث مشواري السياسي الذي تجاوز العشرين عاما وتكلل بدخولي بلاط صاحبة الجلالة، ونظرة أخرى للأمام، فما زالت الأحلام تراودني في خلق جيل صحفي جديد بدأنا بالفعل في وضع لبنته الأولى التي تتسع يوما وراء الآخر.
كلمة أخيرة
ممتن لكل لحظات الكفاح من أجل التعلم التي عشتها وأتمنى أن يكون القادم أفضل، وأشكر الله تعالى على نعمه، وأيضا أشكر كل زملائي من فريق عمل الحرية، الذي يعمل في ظروف اقتصادية صعبة ويقدم نموذجا مشرفا في مجال الصحافة، كما أشكر جمهورنا الذي آمن بتجربتنا في وقت قصير، ونعده بأن نكون صوته الدائم، كما أتقدم بجزيل الشكر لكل أساتذتنا وشيوخ مهنتنا على عظيم نصحهم لنا وتقديم الملاحظات المهمة.
ونؤكد أننا نتعلم دائما من جميع الأخطاء، ونعتز بكل نصح وتوجيه من الجميع، وأخيرا أشكر زوجتي وأسرتي الصغيرة التي تحملت ظروف التأسيس الصعبة وصعوبة البدايات، ووقوفها من خلفي دائما والشد من أزري لمواصلة النجاح.
شكرا للجميع وانتظروا دائما الجديد في بلاط صاحبة الجلالة.