أعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، اليوم الأحد، عن تنفيذ عملية استهدفت قوات تابعة للجيش الإسرائيلي كانت متوغلة شرق حي التفاح شمال قطاع غزة. وأفادت الكتائب بأن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة مضادة للأفراد في عدد من الجنود الإسرائيليين.
إعلان عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي
وأكدت “كتائب القسام”، في بيان نشرته عبر قناتها على تطبيق “تلجرام”، أن عملية التفجير أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن عدداً من الجنود قد سقطوا بين قتيل وجريح نتيجة للعملية.
في سياق متصل، أعلنت “كتائب القسام” عن تنفيذ عملية استهداف أخرى في نفس المنطقة، حيث تمكن مقاتلوها من استهداف دبابة إسرائيلية من طراز “ميركافه 4” بقذيفة “الياسين 105” شرق حي التفاح.
تفاصيل اشتباكات عنيفة سابقة شرق حي الشجاعية تكشف عن كمائن متبادلة
يأتي هذا الإعلان بعد يوم من كشف وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاصيل معركة عنيفة خاضها الجيش الإسرائيلي ضد مقاتلين فلسطينيين شرق حي الشجاعية المجاور لحي التفاح. وذكرت التقارير أن قوة إسرائيلية نصبت كميناً لمجموعة من المقاومين، إلا أنها وقعت بدورها في كمين مضاد.
مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في كمين للمقاومة الفلسطينية
ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، دارت اشتباكات داخل مبنى سكني خلال الكمين المضاد، ما أدى إلى مقتل أحد عناصر وحدة المستعربين التابعة للجيش الإسرائيلي.
عملية إنقاذ إسرائيلية معقدة تحت نيران المقاومة
عقب الاشتباك، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية إنقاذ معقدة استمرت نحو ساعتين لإجلاء قواته. وخلال عملية الإنقاذ، تعرضت القوات الإسرائيلية لخمس هجمات بصواريخ مضادة للدروع ونيران الأسلحة الرشاشة من قبل المقاومين الفلسطينيين. كما تعرضت القوات الإسرائيلية لاحقاً لإطلاق صواريخ مضادة للدروع ونيران رشاشة مرة أخرى، مما أسفر عن إصابة جنديين إضافيين بجراح متوسطة.
تهديد إسرائيلي بتوسيع العمليات العسكرية في غزة
في ظل هذه التطورات، يهدد الجيش الإسرائيلي بتوسيع نطاق عملياته العسكرية بشكل كبير في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، وذلك في إطار ما يصفه بحرب الإبادة. وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتزم الدفع بقوات احتياط إضافية في محاولة للضغط على حركة “حماس” للقبول بشروطه في مفاوضات تبادل الأسرى.
“الياسين 105”: تسمية ودلالات
“الياسين 105” هي قذيفة صاروخية مضادة للدروع طورتها وصنعتها محلياً “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”. يُعتقد أن تسمية القذيفة تشير إلى اسم أحد قادة “القسام” البارزين، الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة، والرقم “105” قد يشير إلى عيار الرأس الحربي أو مواصفات فنية أخرى. هذه التسمية تحمل دلالات رمزية عميقة، تربط السلاح بتاريخ المقاومة وقادتها.
التطوير والتصنيع: جهود محلية في ظل الحصار
يُعتبر تطوير وتصنيع “الياسين 105” إنجازاً مهماً للمقاومة الفلسطينية في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة. يشير ظهور هذا السلاح إلى سعي “كتائب القسام” لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التسليح وتطوير قدراتها القتالية لمواجهة التحديات العسكرية. ويُعتقد أن عملية التصنيع تعتمد على مواد أولية وتقنيات متاحة محلياً، مما يعكس الإصرار على تطوير القدرات الذاتية.
الخصائص التقنية لقذيفة “الياسين 105”
تعتبر “الياسين 105” قذيفة ذات رأس حربي ترادفي (Tandem Warhead)، وهي مصممة خصيصاً لاختراق الدروع الحديثة للآليات العسكرية، بما في ذلك دبابات “ميركفاه” الإسرائيلية المتطورة. يعمل الرأس الحربي الترادفي على مرحلتين: الشحنة الأولى مصممة لتفجير الدروع التفاعلية المتفجرة (ERA) التي تستخدمها الدبابات للحماية، بينما تخترق الشحنة الرئيسية التالية الدرع الأساسي للآلية. ويُعتقد أن مدى القذيفة فعال ضمن مسافات قصيرة ومتوسطة، وهي مصممة للاستخدام في الكمائن والاشتباكات القريبة.
الفعالية في ميدان المعركة: استهداف الآليات الإسرائيلية
ظهرت قذيفة “الياسين 105” بشكل بارز في العمليات العسكرية التي نفذتها “كتائب القسام” ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة. وقد أعلنت الكتائب مراراً عن استهداف دبابات “ميركفاه” وآليات عسكرية أخرى باستخدام هذه القذيفة، ونشرت مقاطع فيديو تُظهر عمليات الاستهداف. وقد أثارت هذه العمليات تساؤلات حول فعالية الدروع الإسرائيلية في مواجهة هذا النوع من الأسلحة.
الأثر النفسي والإعلامي لسلاح “الياسين 105”
بالإضافة إلى فعاليتها العسكرية، تحمل قذيفة “الياسين 105” أثراً نفسياً وإعلامياً كبيراً. فظهور سلاح محلي الصنع قادر على تهديد أكثر الآليات العسكرية الإسرائيلية تطوراً يُعزز من معنويات المقاومة ويُظهر قدرتها على تطوير أدواتها القتالية. كما أن استخدام هذا السلاح في العمليات يتم توثيقه ونشره إعلامياً، مما يساهم في تشكيل صورة الصراع وتأثيره على الرأي العام.
تحديات وقيود التصنيع المحلي
على الرغم من الإنجاز الذي يمثله تطوير “الياسين 105″، فإن التصنيع المحلي للأسلحة يواجه تحديات وقيوداً كبيرة، خاصة في ظل الحصار المستمر. من بين هذه التحديات صعوبة الحصول على المواد الأولية اللازمة والتقنيات المتقدمة، بالإضافة إلى المخاطر المرتبطة بعمليات التصنيع في بيئة محاصرة ومستهدفة.
مستقبل “الياسين 105” وتطور قدرات المقاومة
يُعتبر “الياسين 105” مؤشراً على سعي المقاومة الفلسطينية المستمر لتطوير قدراتها العسكرية. من المتوقع أن تستمر جهود التطوير لتحسين مدى القذيفة ودقتها وقدرتها الاختراقية. كما أن ظهور هذا السلاح قد يشجع فصائل مقاومة أخرى على السير في نفس الاتجاه لتطوير أسلحة محلية الصنع تلبي احتياجاتها في مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية.