قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، أنه يجب على الإنسان أن يبدأ السنة بتفاؤل وأمل ووضوح رؤية وتحديد أهدافه في الحياة.
وأضاف «هندي» في تصريح خاص لـ «الحرية»: «مهم جدا ونحن مقبلون على سنة جديدة أن يكون لنا هدف عام نسعى له ونقسمه على مراحل سواء كان نجاحًا في الدراسة أو مجال العمل أو خطوبة وزواج واستقرار أسري، تنمية مهارات أولادي، ادخار، تكوين شبكة علاقات اجتماعية، تعويض ما مضى في الحياة، حتى نستطيع أن مع قدوم عام آخر جديد يكون لدينا شعور بالرضا والطمأنينة وتقييم لحياتنا بطريقة إيجابية.
وأضاف «هندي»: لن نتحدث عن تحديد أهداف مثل لعب الرياضة أو قراءة عدد من الكتب، فهذا كلام نظري، بل سنتحدث عن الواقع، ومن المهم أيضا التخلص من العيوب الذاتية والعمل عليها، فإذا كنت شخصاً عصبيا؛ فاعمل على الحد من عصبيتك، إذا كنت تشعر بالفشل والتشتت؛ اعمل على منهجة حياتك بشكل يكون لديك أهداف محددة وارفع معدل تركيزك،.
إذا كنت مدخنًا حاول التقليل من التدخين، تفشل في علاقاتك الأسرية؛ ابحث عن أسباب الفشل واعمل على تجاوزها، وابتعد عن العلاقات السامة.
وأردف الاستشاري النفسي حديثه قائلا: « اعمل بمبدأ «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا» ومن المهم جدا أن أنقد ذاتي؛ فنقد الذات شعور إيجابي ناضج يجعلك أكثر وعيًا بمناطق القوة ومناطق الضعف، بنوع من الصدق والوضوح، بالإضافة إلى أنه يعينك على الأخذ بأسباب النجاح.
نقد الذات يجعل الإنسان يخطط بصورة جيدة ويستفيد من أخطاء الماضي ويساعد على التغلب على الهزيمة النفسية، ويزرع في الإنسان الثقة بالنفس ويغرز جذور المقاومة النفسية والوعي ويعلي من كفاءة المناعة النفسية في مواجهة التحديات والأزمات.
وحذر «هندي» خلال تقييم الإنسان لذاته مع بداية سنة جديدة أن يخلط بين نقد الذات وبين جلد الذات لأن جلد الذات شعور سلبي يتنامى عند الإنسان عند خروجه من السنة مهزوماً ، ومثقلا بعدد من الإحباطات ولم يحقق قدر كاف من النجاحات فيشعر بالذنب ويجلد ذاته، وهذا الشعور غير مرغوب ويجب عدم الاستسلام لمشاعر العجز والفشل لأن جلد الذات يسبب شعورا باليأس والعجز ويعيق الفكر عن تقييم الأمور بشكل صحيح، كما أنه يتسبب في اضطرابات عضوية واعتلال في المزاج العام واضطراب في النوم وشرود ذهني ما يؤدي إلى الاكتئاب.